# نتائج المسابقةالأسترالية للقصة العربية القصيرة :
أعلن المنتدى الثقافي الأسترالي العربي عن نتائج مسابقة القصة القصيرة التي جرت من ١٦/٨/٢٠٢٠ لغاية ٣٠/٩/٢٠٢٠.
يشكر المنتدى لجنة التحكيم الموقرة التي ساهمت بانجاح هذه المسابقة، وكذلك الشكر الكبير لكل الذين شاركوا في هذه المسابقة، ٢٧٥ قصة قصيرة من داخل وخارج استراليا، من كل اقطار العالم، كل الدول العربية وبلاد المهجر، ويؤكد المنتدى انه فقط الفائزان بالجائزة الاولى من داخل وخارج استراليا يحق لهما بالجائزة المالية البالغة ٥٠٠ دولار استرالي لكل منهما، وسيتم الارسال بواسطة الوسترن يونيون، الجوائز المتبقية هي معنوية فقط.
مبروك للفائزين، وشكرًا لكل الأصدقاء الذين شاركوا، وعلى امل اللقاء في مسابقات اخرى سيعلنها المنتدى في حينها.
الرجاء من الفائزَين التواصل على الايميل
Amiraissa1000@gmail.com
……………
•نتائج المسابقة من داخل استراليا
فازت بالجائزة الاولى قصة:
“طرق قوي” للكاتب هاني بيتو/ ملبورن/ استراليا
فازت بالجائزة الثانية القصة:
“ثوب الزفاف” للكاتب نضال نجيب موسى/ملبورن/ استراليا
فازت بالجائزة الثالثة القصة:
“الكاهن” للكاتب امجد سمير/ ماونت جامبير/ جنوب استراليا
…………..
* نتائج المسابقة من خارج استرالي:
فازت بالجائزة الأولى القصة:
“تحديق” للكاتب حسام الدين عبد الباسط/مصر
فازت بالجائزة الثانية القصة:
“وغدًا موت آخر” للكاتبة مريم شمص/لبنان
فازت بالجائزة الثالثة القصة:
“رِجل ويدّ” للكاتب سفيان بشار/ المغرب
…………..
نهنئ الفائزين وننشر اليوم فقط القصتين اللتين فازتا بالجائزة الاولى على ان يتم تباعًا نشر القصص الاخرى.
###
الشكر الكبير لأعضاء لجنة التحكيم الكرام الذين ساهموا بانجاح هذا النشاط الأدبي المهم والعابر للقارات، الاسماء حسب ظهورها في اطار الصور، من اليمين:
– الأديبة والقاصّة الدكتورة نجمة حبيب/استاذة النقد الادبي في جامعة غربي سدني
– الروائي والقاصّ الدكتور محمد اقبال حرب/ لبنان
– البروفسورة اميرة عيسى/ استاذة النقد الادبي في الجامعة اللبنانية
– الروائي والقاصّ البروفسور علي نسر/ استاذ النقد الادبي في الجامعة اللبنانية
– القاصّ والشاعر ناصر رمضان/ مصر
– الاديب والقاصّ البروفسور بول طبر/ جامعة غربي سدني والجامعة الاميركية في لبنان
– الروائية والقاصّة دينا سليم حنحن/بريزبن أستراليا
– الشاعرة سوزان عون/سدني
###
طرق قوي
القصة القصيرة، من داخل استراليا،التي فازت بالجائزة الاولى للكاتب هاني بيتو من مالبورن/ استراليا
هنا نص “طرق قوي” :
طرقٌ قويٌّ على بابنا الخشبي …إنّها الساعة الثالثة صباحاً
عندما بدأت الاصوات تتعالى خارج منزلنا الريفي الرابض فوق التل …
سمعت عمي يصرخ بأعلى صوته طالباً منا الخروج بسرعة …. أسرعوا إنهم قادمون !!!
تناول والدي مسدسه وانضم إلى رجال القرية وبدأت امي لملمة أغراض صغيرة وقامت بلف أختي الرضيعة بقماش ثخين وأمسكت يدي بشدة وسحبتني خارج منزلنا الطيني الدافئ المجاور لكنيستنا القديمة.
سمعت صوت والدي يناديني : بني انتبه جيداً لوالدتك وأختك ، أنت رب العائلة الآن !!! لم أفهم ماذا كان يقصد ولم اعلم بأن هذه ستكون كلماته الاخيرة!!
اجتمع الناس على ضفة النهر وساد الرعب والخوف المكان ، ركبوا السفينة الوحيدة أفواجا أفواج بدءاً بالنساء والاطفال والشيوخ والشباب حيث قرر الرجال البقاء والدفاع عن أرضهم وعرضهم وتاريخهم.
تعالى صوت الرصاص وألسنة اللهب تنهش بيوت القرية وعيوني مسمرة بجرس الكنيسة الذي قام الغرباء بإلقائه وتحطيمه ولكن رنينه لا يزال يشدو في أذني.
على الضفة المقابلة استمرت قافلة النزوح بالهروب والسعي نحو الملاذ الآمن ، مشينا ومشينا لمدة طويلة وبدا التعب واضحا على الجميع ولكن الخوف من ملاحقة الغربان كان الدافع للقافلة ان تستمر.
تناوبت مع أمي على حمل أختي الصغيرة حتى وصلنا المغارة حيث قررت قافلة النزوح الحزينة قضاء أول ليلة بعيداً عن قريتنا الوديعة.
أشعل البعض النار وتعاون الجميع وتشاركوا في الطعام القليل ، ومن شدة التعب والإعياء خلد معظم الناس إلى النوم مع بقاء بعض الشباب عيونا يقظة تحرس المغارة …
حاولت أن أنام واقتربت من أمي لتحضنني وأحسست بدفء قلبها قبل يديها وما لبثت أن اختلطت الصور أمامي مع أصوات الرصاص وألسنة النار وصورة أبي …. استيقظت على صراخ أختي الصغيرة وبكائها المريرالذي زاد مرارة الموقف وحاولت كثيراً إلهائها وحاولت أمي مراراً دون جدوى ، فالظاهر أن البرد والجوع والتعب قد أعياها مثلما أعيا الجميع …. هدأت أختي قليلا بعد تناول الحليب فحاولت النوم مرة أخرى وفي هذه المرة ارتسمت صور طفولتي على جدران المغارة فتذكرت طفولتي، أصدقائي ، غرفتي ، بيتي ، مدرستي ، الشجرة الكبيرة على ضفة النهر التي كنا نتسابق بالقفز منها الى النهر…
دخل حراس المغارة بهدوء وطلبوا من الجميع السكون والسكوت لأن مجموعة من الغربان تحوم بالمكان ولا نريد ان يكتشفوا مكاننا !! لسوء حظنا استفاقت أختي الرضيعة وبدأت بالبكاء والصراخ وكأن شيئا قد قرصها او لدغها وباءت كل محاولات والدتي لإسكاتها بالفشل وتعالت الأصوات في المغارة مطالبة والدتي إسكات الطفلة ولكن دون جدوى ….. فجأة سكتت الطفلة الرضيعة وساد الارتياح والصمت القاتل جو المغارة وبعد مضي ساعات من الانتظاروالترقب تيقن حراس المغارة ان الخطر قد زال …..
أطلقت امي صرخة ألم ملأت المكان بالحزن الكئيب وتردد الصدى معلناً نهاية شهقة ام نازفة دماً قبل الدموع
اقتربت من أمي متسائلاً : أمي لماذا تبكين ؟
واقتربت نسوة القرية يثرثرن ويرددن السؤال القاتل ، لماذا تبكين ؟
بدموع حارقة أشارت أمي إلى الطفلة الرضيعة المستلقية على القماش وقد فارقت الحياة
آه …. آه …. لم أستطع إسكات ابنتي الرضيعة … لقد قمت بخنقها لكي لا تكشف موقعنا !!!
إلى روح الشهيد البطل والدي ….. وإلى روح الملاك الصغير أختي …
……………………
تحديق
القصة القصيرة من خارج استراليا، التي فازت بالجائزة الأولى للكاتب حسام الدين عبد الباسط من جمهورية مصر العربية
هنا النص الفائز “تحديق” :
يراودك يقينٌ أنّ عيونًا تحدّق بكما من وراء النوافذ؛ عبر شوارع المدينة المتّشحة بالسواد.. وتتمنّى لو تغادر دفئها وتنضم إليكما.. رغم أنّكما تبدوان للوهلة الأولى – في تلك الأجواء – كمجنونين أو متشرّدين..
وهي كانت تضحك.. تهمس بكلماتٍ.. تداعب – في نزقٍ طفولي – برك المياه الصغيرة التي كوّنتها أمطارٌ هطلت وقت المغيب, ثم تبتسم وتشيح بوجهها تجاه الليل.. هبّات من الرياح الباردة المُثقلة بالحكايا والأنفاس تبعثر حروفها وتمنحها معانٍ أخرى.. يصلك الكلام مشوّشًا غريبًا ودون معنى محدّد.. توخزك آلام لوزتان في بدايات الإحتقان, وبقايا كابوس النوم الفائت.. يداك تزحفان داخل جيبيّ معطفك.. تتحسّسان مجموعة أشياء غافلتك وانسلّت إلى جيبك.. أوراقٌ ماليةٌ مبعثرة.. تذكرة قطار.. جواز سفر استلمته صباح اليوم ولم تبح بأمره لأحد.. عدة مفاتيح لم تعد تعرف لأي أقفالٍ تنتمي.. ورقة مدوّنٌ عليها كلماتٌ؛ كانت تبدو منطقية ولها معنى لحظة كتابتها..
قال لك رئيس الوردية منذ أسبوعين إن اليوم هو آخر أيام عملك في المصنع.. قال – متصنّعًا الأسى – إن الإنتاج يتراكم ولا أحد يشتري ولا بد من تخفيض النفقات.. قال – متظاهرًا بالجدّية – إن الحال واقف في العالم كله ولا بد من إجراءاتٍ لوقف الخسائر.. قال إنه يأسف وإنه يتمنى لك حظًا سعيدًا..
الصمت ينسج عشًّا فوق وجهك.. تكملان السير وسط الطريق المبتل غير مبالين بعربات قليلة تمر مسرعة ومعتمة لا يبين ما بداخلها.. تحدّق في الأخيلة السوداء التي تتحرّك عبر الأضواء المعتلّة المنبعثة من النوافذ..
أجسادٌ ترتجف.. أبوابٌ تغلق.. ثمّة جدال.. أصواتٌ تحاول ألاّ تعلو أكثر.. دموعٌ سوداء تنحدر عبر وجنتين ناعمتين.. نوافذ لها صريرٌ يشبه النحيب.. جسدٌ نحيلٌ متصلّب يتأرجح على كرسيٍّ هزّاز.. يدان معروقتان تلوذان بفنجان شاي ساخن.. دخّان سيجارة.. نشرة إخبارية..
تنتبه فجأة إلى أنّها تحكي.. لا تدرك إلا آخر الحكاية.. ترمق البحيرات الصغيرة التي تناثرت في عتمتها حبّات نور مجهولة المصدر.. تحاول أن تُعمِل خيالك وتعلّق بكلماتٍ قليلة كأنّك أُحطتّ علمًا بأول الحكاية..
قالت لك أمها في هدوءٍ غير معتاد إن الخطبة قد طالت أكثر من اللازم.. زمّت شفتيها وقالت إن هذا لم يكن اتفاقنا من البداية.. رشفت من الشاي الجاثم أمامها, ثم رفعت حاجبيها وقالت كلامًا لم تتبينه.. ثم قالت كلامًا لم تكترث به.. ثم قالت كلامًا لم تفهم منه شيئًا..
جواز السفر له ملمس ثعبان وضعته بكامل إرادتك داخل جيبك.. تُخرج يدك وتضغط على كفّها المدسوس في قفّازٍ جلدي متقشّر, تبحث عن صورتك في مرآة عينيها اللتين هرب لونهما.. تقترب منها أكثر.. تسيران ملتصقين وكأنّكما على شفا التوحّد.. ترفع رأسك للسماء.. يجتاحك ما يشبه البكاء.. وما يشبه الخوف.. وما يشبه الحنين لذكرى ضالّة..
عبر النوافذ تموت أضواء وتنبعث أخرى.. بيضاء وصفراء.. شاحبة ومراوغة..
خيالٌ لرأسٍ نادمٍ يقبّل جبينًا مُطرقًا.. مشطٌ عاجي.. أدوات زينة.. زجاجات عطور.. صفحةٌ مصفرةٌ تُطوى برفق وكتابٌ قديمٌ يُغلق.. جسدٌ أنثويٌ يرقص بهمّةٍ على إيقاعٍ مجهول.. أصابع تنحدر على الزجاج البارد بإستغاثةٍ صامتة.. ستائر سوداء تنسدل.. رنين هاتفٍ مفاجئ.. بقايا حلمٍ منفلت..
ترتجف وتشعر كأن جواز السفر يزحف داخل جيبك.. وكأن له صارت أنياب, ويهم بلدغك..
من حولك تتأرجح أوراق شجرٍ سقطت للتو.. رنينٌ مكتومٌ لعملةٍ معدنية تسقط أخيرًا عبر ثقبٍ منسيٍّ في جيب بنطالك.. أشباحٌ بيضاء ترقص خلال الظلمة الكثيفة, تطاردها صفارة دوريّة شرطة بعيدة تأتي متقطّعة عبر الريح والأوحال..
قال صاحبك إن هناك فرصة في إحدى دول الخليج.. قال – وأشاح بيده في حماس – إن الراتب سيزيد مع مرور الوقت, وأنت وهمّتك.. قال – وقطّب جبينه – إنه سيتعين عليك دفع مبلغ وقدره لزوم مصاريف مكتب السفر ورسوم الفيزا وخلافه..
تجد نفسك أمام منزلها, تودّعها بابتسامة لا تعرف كيف رَسَمَت نفسها على وجهك.. هي لم تفقد ابتسامتها بعد.. تعتذر لشرود ذهنك وتتعلّل بالريح والعتمةٍ والضغوط المعتادة..
تعطيها ظهرك مغادرًا ويجتاحك سؤال؛ أي لونٍ كان لعينيها؟!..
بيتك ليس ببعيد.. والنوافذ عيونٌ مُتعبة تحدّق بك في إصرارٍ, وتبادلك التلصّص..
ثمّة من يسعل بإلحاح.. حبوب دواءٍ تنفرط على أرضية رخامية.. كوبٌ زجاجيٌ يتهشّم..
-“الولد ساخن, يلزم طبيب”..
-“طبيب؟!… في هذا الوقت والطّقس؟!”..
رياح باردة مفاجئة تضرب نافذةً منسيّة.. خفافيش تحلّق في سماء غرفةٍ مهجورة.. أنينٌ مكتومٌ له رائحة الفجيعة, ورائحة النبوءة, ورائحة النشوة..
نباح كلبٍ وحيد.. ودقّات حذائك على الأسفلت المبلّل بمزيج الماء والضوء.. وترانيم حشدٍ من فراشات الليل.. أصداءٌ بعيدةٌ لعدة طلقاتٍ نارية.. وهدير آلات المصنع مازال يعربد في أذنيك…
تصل وتدخل حجرتك.. تفتح مصباح السقف وتنسال خيوط الضوء الكابي للمبة سقيمة, شاحبة ومراوغة.. تقبع خلف النافذة.. تستحيل إلى خيالٍ أسود يتحرّك داخل بقعة ضوئية باهتة؛ وعينين بلونٍ ضائع تتلصّصان في ظلام الكون..
…………………..
قصص جميلة جدا” ، بصورها الكثيرة والحبكة الرائعة
ألف مبروك … بانتظار المزيد من القصص والروعة
هذه السطور لاتفي حق أصحابها، ولكني لم أبخل بها
كل التحيات والتمنيات بالتوفيق والنجاح لجميع من يصنعون الفن والسعادة والأدب الراقي