لأكون “
—-
هكذا … و دون علّة
اعتلّ تسلسل حروف الأبجدية
***
من أوّل خلق الأبجد هوّز
و الألف البكرُ يتسامى في أوّل الصفّ
كوصيّ على اتزان سَير الّلغة
ماذا فعلتْ الّلام به ! أو سقتهُ سِحرَ اليهود ؟
حتى حلف عليها بمقولة العرب لضيفهم :
( الصدر لك و العتبة لنا )
تنحّى بابتسامةٍ راضية لها جالساً في الموقع الثاني
و ما الذي أتى بالكاف لورائهما ؟
بعلمي كانتْ تُكفكِفُ دموعها وراء العين و القاف
الذي استحوذتْ عليهِ قلّة حيلتنا في لملمة شتاتنا
مردّداً للعين : ( قفا نبكي ) فتضمّ جفنها
الكاف الشقيّة تركتْهما و الشقاء في الخلف
ها هي تسرحُ و تمرحُ في المقعد الثالث بجانب الألف
لابدّ أنها غيّرتْ سياستها و أظهرتْ الكثيرَ من شاماتها
من الطبيعي الآن أن نرى الواو خلف الكاف مباشرة
فهو العاشق الولهان لكافه المفتوحة الذراعين ” واو العطف “
النون الحاوية الحانيةُ
( نونهنّ نردي و إن لم تصدّق .. فردّ لعينيكَ ثانية وردي )
دفعها حدسها لتتبّع خطوات الكافَ و الواو .. هي النون الأمّ
تلحقُ أبنائها إن سحبتهم الغواية لجبّ الغاية
تحسّ بدقات قلبها قد نقصتْ .. فتتفقّـد
تتشكّل هنا ” لأكون ” كعنوان لديوان أمّارٍ بالسوء
*****
ما زلتُ أبحثُ عن دالي
هذه الدّال اللعينة لها مزاج يشبه تشرين
تحتارُ لأمرهِ فمرّة يقولُ : لا أبداً و أخرى : آمين
دالي المتمرّد .. قبل قليل رصدتهُ يلعبُ مع الملائكة
يرشّ على أجنحتها الماء و يضحك
كطفل متأمّل أن يلقنوهُ براءة الكَلم
لا تفسيرَ لغياب الإدلاء بدلوه الآن
إلّا أن يكون يتراجم بالمعاني مع شُلّة الجّن
يخيفونهُ : نار.. نار
يردّ دالي: نور.. نور
*******
أسبّ السّبب الذي تسبّب لي بضجّة هذا النص
سأخرجُ الآن من هذه الصفحة الصيّادة لفلسفة اللاوعي
ألحقُ بقصيدة تدّعي المنطق الخلّاق
لأتكوّن كدلالة لتشرين القادم.
__
#الشاعرة دارين زكريا / سوريا
—–
جميلة لغتك…
و جميلة انت… كأن جفنك “النون” يستسقي …
فتنهمر نقاط اللغة
تتعرى…
لتنسدل في تأويلات السكون
و تنشئ عالمها الشهي…