# بقلم زينه جرادي _لبنان:
هوانا .. ويوم القيامة
وتسألُني لماذا تغيرت ؟؟
تساقطت أوراق الزمان على رصيف العمر بيننا..
وتلاشى ذاك الحبُّ حتى الذوبان في خوابي النسيان ..
بات كلٌّ منّا واقفًا على الرصيف الآخر ..
وصار الوقتُ ميزانَ العشقِ في دفاترنا القديمة ..
لا تَسَلني عن لوعةِ الفراقِ وسفر اللحظات ..
لا تسلني عن أنينِ الذكرياتِ في أغوارِ الروح ..
لا تذكّرني بالأمسيات التي هربت بظلّ الزمان ..
فما أصعبَ النسيانَ فوق جمرِ الذكريات ..
ابتعد قدر المستطاع عن همسات الماضي ..
دوّنْ على فراغِ كفِّك ما شئتَ من كلام ..
تشرّدْ خلفَ صقيعِ الحسرةِ التي تتأجّجُ فيك ..
فقد بات الخريف بشحوبه أفضل فصولي ..
وبتُّ أقرأُ القوافي من قصائدِ أحزاني ..
أسافر ُ إلى وهجِ عينيك ..
ألفُّ بِصَمتي سماءَ مدائنك ..
أعيشُ هروبَ السكونِ المعلّقِ فوق موانئ الهناء ..
أرسمُ سماءً أُخرى لا تعرفُ هبوبَ الشتاء ..
أسكنُ روحَك بعزاء رغمًا عن مرارة الفراق ..
أكونُ في حياتك مثلَ شهابٍ شاردٍ من السماء ..
أنا اليومَ ألملمُ أوراقَ فراقِنا ..
أكتبُ ورقةَ عزائنا ..
أنتظرُ ذاك اليومَ لقيامةِ هوانا ..
عسى وعلّ يستفيقُ من سباته ..
يقال… بالقيامة سوف تستفيق الأموات.