( القصيدة التي ألقاها الشاعر العراقي د. سعد ياسين يوسف في أمسية اتحاد الكتاب في عمان )
“شجرةُ الموسيقى “
( نص القصيدة مع فيديو بصوت الشاعر )
-×-×-×-×
حينَ اهتزَّ الغصنُ
تسارعَ خطوُ النَّهرِ
وهو يخبّئُ قرصَ الشَّمسِ
تحتَ جناحِ الأسئلةِ.
هيَ شالُ حريرٍ فيروزيٍّ
لفّتهُ الرّيحُ وطارَ،
كجسدِ ملاكٍ في حقلِ سنابِلَ،
هيَ لغةُ الحزنِ إذ تتغلغلُ في روحي…،
نشوةُ فنجانِ القهوةِ في رأسي
بعدَ فناءِ اللَّيلةِ بالحربِ معي…،
هيَ مرآتي،
اشتعالُ الشَّمعةِ،
انطفاؤُها….،
انبلاجُ الضَّوءِ من شفتيِّ الأرضِ،
سماءٌ خلعتْ بردتَها الدَّاكنةَ
لترينا بعضَ مفاتنِها…،
صرختُهُ الأولى…
وهو يغادرُ عرشَ الدفءِ،
وجهُ الأرضِ إذْ ترفعُ صوبَ اللهِ يديها،
نزولُ الدَّمعةِ من علياءِ الدَّهشةِ،
نظرتُكِ صوبي….
عندَ رصيف ِغروبِكِ
متلفعةً بالأحمرِ،
تلويحةُ كفِّكِ
قبلَ التَّحليقِ بأجنحةِ الأبديَّةِ
كاسرةً موجَ الرَّغبةِ.
حفيفُ أكفِّ الأشجارِ…
وهي تصفّقُ لي،
حينَ أمرُّ حزيناً تتناهبُني الفكرةُ،
ما يتركهُ عصفُك في أغصاني،
ارتعاشةُ يدكِ بينَ يديَّ،
سَرَيانُ الدفءِ وأنا أمرّرُ كفي
فوقَ قبابِ جنونِكِ… جنَّتِكِ،
ما تتركهُ لمساتُ يديكِ النّاعمتين
في جُدْرانِ الهيكلِ….،
ارتطامُ الموجِ بجسدِ الشَّاطئِ…،
رائحةُ الرَّعشةِ عندَ الزَّخّةِ الأُولَى،
بعدَ يبابِ فصولِ الأرضِ،
خطفُ البرقِ….
عزفُ النّافورةِ لحنَ الوحشةِ وهيَ تبوحُ
لآخِرِ مُصغٍ عمَّدهُ رذاذُ الماءِ الباردِ
في منتصفِ القيظِ
غناءُ “الشَّبّوي*” ذاتَ مساءٍ
حينَ بَعُدنا عنها…،
وتجاهلنا خضرتَها
وهيَ تصوّبُ رشقاتِ العطرِ
وتشدُّ، تشدُّ، مثلَ صغيرٍ…
يشدُّ ضفيرةَ أُمّهِ
يصطنعُ بكاءً
كي تمنحَهُ قُبلةَ إصغاءٍ،
فَلِمَ لا نُصغي،
نكسرُ “سُلَّمَها” اللامتناهي
نردمُ كلَّ ينابيعِ الماءِ
ونحنُ نغورُ برملِ الصَّحراءِ؟!!!
*الشَّبّوي: شجيرة عطريّة تُطلق عطرها في المساء، وتُسمى أيضاً “مسكة الليل” و”ملكة الليل”.
هنا القصيدة مصوّرة بصوت الشاعر د. سعد ياسين يوسف ..للمتابعة اضغط على رابط يوتيوب :