بَنَاتُ لُبْنَانَ السَّبْعُ
أَثَرٌ لَا بَعْدَهَا، بَلْ تَحْتَ عَيْنِ
قِبْلَةٌ لِلْمَجْدِ تُعْلِي الْحَاجِبَيْنِ
أَنَا لُبْنَانُ وَحَسْبِي الْمُسْتَحِيلَاتُ
فَلَا دَخْلَ لَكُمْ بَيْنِي وَبَيْنِي.
بَعْلَبَكِّي أَضْلُعِي، وَالْقَلْبُ شَمْسٌ
أَهْدَتِ النُّورَ هُدًى لِلْمَشْرِقَيْنِ
مِنْ هُنَا شُقَّتْ لِرُومَا كُلُّ دَرْبٍ
حَيْثُ أَرْسَتْ عَرْشَهَا إِيفَاءَ دَيْنِ.
وَجُبَيْلِي عَقْلِيَ الْمَرْصُودُ حَرْفًا
ثَوْرَةٌ فِي الْفِكْرِ؟ قُلْهَا ثَوْرَتَيْنِ
زَمَنٌ أَمْعَنَ خِصْبًا… وَلِسَانٌ
بَاتَ مُذْذَاكَ طَلِيقَ الْجَانِحَيْنِ.
وَمَدَى عَيْنَيَّ صُورِي، سُفُنٌ مِنْ
حُلُمٍ أَغْرَى عُبَابَ الْأَزْرَقَيْنِ
وَدَنَتْ مِنْهَا بِحَارٌ تَجْتَدِيهَا
تَلْثِمُ الْهَامَةَ فَخْرًا… وَالْيَدَيْنِ.
وَهُنَا صَيْدَايَ… بُرْجَانِ اسْتَقَامَا
بِجَبِينَيْنِ اسْتَحَالَا صَخْرَتَيْنِ
يَحْرِسَانِ الدَّهْرَ، وَالْمَوْجُ تَوَالَى
عَلَّهُ يَشْمَخُ عِلْوَ الْجَبْهَتَيْنِ.
وَطَرَابُلْسِي عَلَى سَهْلٍ تَغَاوَتْ
وَبِظِلِّ الْأَرْزِ أَرْخَتْ غُرَّتَيْنِ
سَمِّهَا الْفَيْحَاءَ بُسْتَانًا وَعِلْمًا
وَاتْبَعِ الْخَيْرَ بِمَجْرَى الضِّفَّتَيْنِ.
وَلِقَانَايَ كَأَنِّي كَأْسُ خَمْرٍ
مَا أَجَاجِينُ انْتَشَتْ مِنْ آيَتَيْنِ
مَرْيَمُ اخْتَارَتْ، أَوَانَ الْإِبْنُ خَلَّى،
وَاسْتَجَابَ الْإِبْنُ هَمْسَ النَّظْرَتَيْنِ
فَغَدَتْ أَرْضِي سَمَاءً، وَتُرَابِي
مِنْ جِنَانٍ… وَجَبِينِي مِنْ لُجَيْنِ.
وَإِلَى بَيْرُوتَ كَمْ يَمَّمْتُ شَطْرًا
أَرْتَوِي الْحَقَّ بِمِلْءِ الشَّفَتَيْنِ
وَعَلَيْهَا أُمَّتِي أَبْنِي، وَفِيهَا
أَعْتَلِي عَرْشَ الدُّنَى فِي الْخَافِقَيْنِ.
أَنَا لُبْنَانُ، بَنَاتِي السَّبْعُ عَيْنٌ
وَالْقُرَى وَالْمُدُنُ السُّبْحَاتُ عَيْنِي
هُنَّ لِي كُلِّي، وَشَعْبِي كُلُّ كُلٍّ
نَظْرَةٌ لِلْغَدِ مِلْءَ الْإِثْنَتَيْنِ
مَرَّةً كُنَّا وَنَبْقَى صِنْوَ ذَاتٍ
لَنْ يُعَادَ الْخَلْقُ يَوْمًا مَرَّتَيْنِ.