اضاءة على رواية ” سماء صالحة للرقص ” للكاتب الروائي ناصر قواسمي …
“جمال الطرح واللغة الحداثية”
بقلم : الناقد سامر المعاني
تدهشك عبثية ناصر القواسمي وهو يمسك بيدي اللغة هروبا مع الريح الى سماء صالحة للرقص ولربما صالحة للحياة .
في رواية ” سماء صالحة للرقص ” للروائي ناصر قواسمي ثمة تقنيات بديعية ولغوية ميزها وجملها لتكون رواية حداثية رائعة الصورة بموسيقى شعرية وانغام هادئة ساكنة روحه وهو الشاعر الذي يرتب الحروف كما يرتب الأدوار والأحداث فتنتقل بين طياتها بسلاسة ورشاقة تجعل من النص الأدبي الروائي اكثر اشباعا ونضوجا وأجمل طرحا وألبق سردا.
ان قوة اللغة واختيار جزيل المفردات وتماسك النص السردي والوصفي جعل من الرواية معجما خاصا مفصلا وواضحا باقتصاد لغوي ومسار مكتنز بالقوة والدهشة والجمال تزيل كل عوامل الرتابة والتكرار والحشو وتشابه الحالة والوصف.
وتضمنت الرواية مفاهيم عامة وخاصة في رؤية الكاتب نثرها على احداث الرواية كأيقونة ارشيفية للمكان والزمان والحدث كحكمة ومثال وقول يجاز له ان يصبح دليلا ومرشدا للحالة المشابهة ومقياسا للظرف والحالة المطابقة .
كما اجاد التنوع في اساليبه الإستهلالية والانتقال بين الاحداث والفقرات بالومضة والشذرة والإستفهام والإستنكار والتعجب في مشاعره وردات الفعل والحديث مع الأخر والذات كقطعة ادبية مستقلة وحاضنة لفكرة واسعة وافاق عامة تحمل المشاعر المسكونة في باطن ابطال الرواية من هموم وضغوطات ومشاعر الفرح والحب .
انطلق القواسمي ببراعة في احداث العمل الروائي من مفهوم المسار الواحد الى المسارات المتعددة دون التشعب والغموض والتتويه حيث تكون الرواية اكثر جذبا للقارئ واكثر تحليقا حيث تمتاز بتتبع وحبكة متقنة تجعلك شريكا في التوقع والتأمل و تمتلك عواطفك واحساسك.
لم يكن الروائي بعيدا عن المتناقضات والمنغصات التي جبلت عليه الحياة والإنسانية فكان ابن الأرض وابن الحزن الساكن ريح المتغيرات , يتلاطم كما الموج حيث شواطئ الذكريات وحديث الروح للروح يتناقلها العمر والمكان والزمان والأحداث والشخوص فتكون البداية والمسار الصاعد نحو الهرم لتلقيه من اعلاه الى ادناه .
..” سماء صالحة للرقص ” رواية وافقت بين الحلم والواقع والخيال والشك تسحرك لغتها وشاعريتها وتدهشك احداثها وتفاصيلها لترتقي بالعمل الروائي من التقليدية الى الحداثة والبلاغة وقوة المضمون والطرح والأسلوب عند روائي متمكن من ادواته الإبداعية والجمالية ولغته الرصينة.
الصديقان الحبيبان الاديب سامر المعاني و الروائي الجميل ناصر قواسمي لكما كل الحب والتقدير ، ونبارك لكما هذا العمل الادبي السامق ، دام نبض فؤادكما و وحي قلمكما . محبتي