آمنة محمد ناصر
أنا بيروت
أنا من قنبلة الأحلام
الشظايا
انا لأعراس الموت زينة
وزعت الورود فوق الضحايا
اصبحت نورا مطويا
فوق الرفوف،في الخبايا
أصبحت صورة ضائعة
أبحث عن رواد
كورنيشي البحري.
عن مقعد اللقاء الأول الخشبي
عن القناديل العالقة في الزوايا
ابحث عن فمي ،عن قبلتي الأولى
عن شتات ملامحي والمزايا..
أبحرت دون وداع أحبتي
وكسرت اشرعتي
رياح التعب
والسفن المثقوبة لا تقهر الريحا
بل تغرق كي تستريحا
فصرت الدمع المكسور
المتناثر كالبللور فوق الصخور
زفتني أمي عروسا
لكنها ماتت قبل أن تباركني بالبخور
فاصابتني نظرة حسد
وكنت قد مت قبلها مليون موتا
وتوالت في احضاني المنايا.
أنا نصف وجه القمر
الذي أفل حزنا
كي لا يهلك نصفه الثاني
رميت بصنارة الصبر
في بحر نيراني
وانتظرت
عساها تمسك بنور الصبح
من جديد..
عساها إلى نصف وجهي
النور تستعيد.
ولكن الموت لا يغفر
مهما ذللت من الوجع الخطايا.
أنا بيروت
انا العروس
التي زفوها بطرحة سوداء
وكحلوها بفحم الرماد
وفرشوا امامها بساطا من دماء
ورموها بخبث النوايا…
أنا بيروت
أنا من قدموا لها الهدايا
في تابوت
أين النور مني الآن ؟
ماذا تبقى بعد من لبنان؟
كيف تنتشل جرحي طوافة الأحزان ؟
يا لانكسار القمر فوق المرايا…
# ( آمنة محمدناصر/ بيروت )
قصيدة باذخة الألم لعروس المدن العربية
طاب احساسك وارتقى شعورك حبا لبيروت شاعرتنا العزيزة