#الجزء الثالث
من وحي (أنايْ) .!
للكاتبة جمانة السبلاني
كتب يحيي باجنيد / جدة :
- ٣ –
حينما بدأت أعايش أحداث الأجزاء الأولى من هذا العمل الأدبي، لفتني هذا الأسى الذي ينضح من ذاكرة طفولةِ و صٍبا “أناها” .. وكنت أتبعها لاهثا، صعودا و هبوطا، أو محبوس الأنفاس أمام كل باب تقرعه من غرف ذاكرتها المثقلة بالألم .
مع كل هذا فإن في داخلها تلك الروح التي تهفو و تصبو و تتطلع وتأمل .
الصور الجميلة وان كانت ومضات لكنها تدل على أن هذا الذي يتحدث عن المخاوف والمحاذير، ليس من الضعف بحيث يستسلم .. هاهي تعلن مسبقا أن كل هذا من مخيلتها . أماهي فحقيقة وواقع وستنتصر :
“مُخَيِّلَتي التي تُبالِغُ دائماً في إظهارِ القُوَّة . تُقاتِلُني وهي تتصَوَّر أنّها ستنتصر عليّ ، لكنّني أهزمها دائماً فهي ليست واقعاً ، بل مجرّد مُخَيِّلة ” …
….
أناي.. أناك.. أناها، هي متلازمة كينونتنا، متى ظهرت شاركتك نبضك و أنفاسك، ويقظتك ومنامك ، احتلت كل المساحات و افترشتنا بالطول والعرض ..
هذا هو احساسها بسطوة شطرها الآخر، و هاهي تذكِّرها :
” تذوّقي عزيزتي ما أتجرُّعُه منذ وِلادتي .. جَوٌّ بارِدٌ جداً ، رياحٌ تهبُّ من وقتٍ لِآخر ، ثمّ فجأةً تسطعُ شمسكِ ، لتحرقُ كل ما اخضَرَّ من براعِمي ” …
هذه ليست قسوة، بل هو دفاع و مرافعة عادلة و مشروعة عن ذاتها .!
قاسمت أناها أشياء كثيرة .. صوتها، جمال وجهها، وحتى خصلات من شعرها، لكن الأخرى تريد أكثر …
يمكن أن نقاسم الاخرين كل شيء إلا (عشقنا)، فهو لا يقبل القسمة على إثنين .!
قلت إن في داخلها تلك الروح التي تهفو و تصبو و تتطلع وتأمل . وتنتظر القادم، لتقفز بلا متاع ولا أوجاع على آخر عربة في قطار السعادة ، وأنا مع قرائها هنا، نرى ذلك الضوء في آخر النفق .!
# (الكاتب والإعلامي يحيي باجنيد / جدة / السعودية )
حينما بدأت أعايش أحداث الأجزاء الأولى من هذا العمل الأدبي، لفتني هذا الأسى الذي ينضح من ذاكرة طفولةِ و صٍبا “أناها” .. وكنت أتبعها لاهثا، صعودا و هبوطا، أو محبوس الأنفاس أمام كل باب تقرعه من غرف ذاكرتها المثقلة بالألم .
مع كل هذا فإن في داخلها تلك الروح التي تهفو و تصبو و تتطلع وتأمل …
ألف ألف شكر لك صديقي للقراءة الجميلة ولحرفك الوارف ، دمت ودام نبضك المُثري …