اختار موقع ميزان الزمان نشر 3 مقاطع نثرية للكاتبة ميسون زهرة راشد…وهنا النصوص :
#من انكسارات_الغياب #
-1-
# وشاية :
تشي بك الكلمات تتسلل من تحت صمتك فراشات مزركشة تتسابق إليّ توقظني على لفح الهوى وتسر إليّ حديثاً أنت قائله ولو بعد حين. أسمع صوتها حين تناجيني فأفتح كلماتي شبابيك يعبر منها اليك صوتي، ونختبئ كلانا تحت غشاء العتمة وتحت وشاح استعرناه لنلتقي على عجل في حيٍّ افترضناه بعدها نهرب إلينا وما أشبعنا اللقاء ولا ارتوينا؛ فنتسمّر عند مرايانا أنا أنظر إلى عينيّ أراك وإنت إلى عينيكَ تراني.
عجبا كيف للنفس أن تعكس نفساً غيرها؟!
تجيب الروح (بلا استغراب): حين تلك تسكنها
-2-
#غياب اللون ;
لمّا رحلتَ صارت الألوان كلها لوناً واحداً، والنكهات نكهة واحدة، والمزاجات مزاج واحد، والبشر نسخة واحدة. صرت انعزالية أكثر صرتُ اجتماعية أكثر، أتكلم حتى أكاد لا أسكت فلا أسمع روحي تئن تناديك كطفل فقد أمه. و أسكت طويلاً كمن نسي الكلام من ثقل همه… كأني واقفة على نقطة زئبق لا تستقر! وإني…… تعبت وشُلّت يداي من غزل الشوق خيطان ذهب ألُفها على بكرات القصائد والأدب! تعبت، وها أنا ذا أناديك لأن “تُعِدّ ليَ الأرض كي أستريح” فإني “بكيتك حتى التعب!”
-3-
# قصيدة :
سُئلتْ يوماً:” ما علاقتك بالقصيدة، ومن أغنى من؟ أأنت أغنيتها أم هي بذاتها غنيّة؟
أجابت والثقة تملأ عينيها:” هي مني تأخذ شكلاً جليا ومعانٍ عليا وأنا فيها اختصار لكل البقية. هي رسمتني وأنا غنيتها فالتصقَتُ بها والتصقتْ فيَّ حتى صرنا واحداً متجانسين معنىً متجاورين مبنى، مندمجين حد المحاكاة والتماهي وغيرها من مفردات الدراسات النفسية.” ثم أوضحت:” لست أنا الحرف عينه، وإن هو يعنيني، انا صوته ولحنه. أنا بركانه. كل حرف يرسم مني خلية. تشبهني حد التوأمة إلا أنها ليست انا. او أنها أنا وقد انفلشتُ على الكل او انني ابتلعت الكل فيّ حتى ما عاد اسمي لي، ما عدت انا لي! صرتُ اسماً موصولاً بالكل معرباً ليس ثابتاً مبنيا؛ رمزاً اذا اتاحت لي التسمية! والرمز، لمن لا يعلم، يعطي للجزء من الكل على الكل مزية. ويُلغي تفاصيل بطاقة الهوية.”
# ( الكاتبة ميسون زهرة رشيد / صيدا )
“عجبا كيف للنفس أن تعكس نفساً غيرها؟!
تجيب الروح (بلا استغراب): حين تلك تسكنها ” …
ما أعجب و أطرب هذه “الوشاية”.
سلمت …