( خاص ميزان الزمان ):
..يبدأ موقع ” ميزان الزمان ” بنشر سلسلة من رواية ” صاحب الظل ” للكاتبة علا بيضون , وهي رواية لم تطبع بعد في كتاب , وينفرد النوقع بنشر أجزاء منها , هنا الجزء الأول :
ذنبي أني أحببتك فكنت قدري الموت المحتوم الذي لا مفر منه.
سرعة الغزال تفوق سرعة النمور ولكن الخوف هو سبب حتفها ومن يعيق خطاها!
لا أدري في تلك الليلة لم آثرت أن أقع في براثنك واستسلمت دون مقاومة بين فكيك ؟
أهو الخوف من أن أموت دون أن أحظى بقلب يشاطرني أحاسيس الحب؟
رغم أنني لست واثقة من صدق مشاعرك لم يكن عندي ما أخسره إذا جاء الموت فلا بد من الخضوع والاحتكام .
“ما عدت أقوى على رؤياك باكية
يا قرة العين يا أنات تلحيني.”
كان لوقع تلك الكلمات في نفسي أثرا عظيما هز أركان روحي المتضعضعة.
إذا علمت بأن أحدهم يبذل نفسه في سبيل حبك ماذا ستكون ردة فعلك ؟
أنا يا سيدي لا أرتضي إلا من اصطفاه قلبي ولا أرتضي ظله .
كان يخاطبني والظلام قد أرخى عباءته على السماء وأعلن سيادته .
كان يقف تحت شرفتي حيث تدلت أفنان ياسمينة في أواخر فصل الشتاء فتفوح
لتملأ الأثير بعطرها الأنثوي فتجذب إليها قلوب العاشقين لتسكرهم وتتسلل إلى أرواحهم لتنشر السلام .
لم أنت متكبرة ،متعجرفة،هل تصدقين بأن هؤلاء المتابعين لمنشوراتك يعنيهم
أسلوبك الكتابي ؟!
إنهم فقط معجبون بجمالك ولولا أنك أنثى لما حظيت بهذه الأهمية .
هذا رأيك الشخصي وليس بالضرورة أن يكون واقع الحال .
إذا كنت تفكر بهذه الطريقة فذلك شأنك الخاص . أما أنا فلست بذلك الجمال الذي يخطف الألباب .
ملامحي عادية جدا وتخلو من معالم الكمال والجاذبية ولست الآن بصدد مناقشة جمالي .
لم تكن لي كل هذه الكراهية .أهي الغيرة أم الحسد .
إذا كنت تتمنى أن تكون أنثى جميلة لتحظى بتلك الأهمية فما عليك إلا أن تنتحل شخصية فتاة جميلة لكي تسد رمقك.
أحببتك ودخلت إلى قفصك الذهبي لا أدري هل دخلته بإرادتي أم بألاعيبك .
زركشات قفصك المزدان بأجمل الورود المثير للفضول ،ووفرة الطعام والماء والعش الدافئ وكل مؤهلات الحياة .
نعم كنت أنزف خائرة القوى لم أر في تلك الليلة الدامسة إلا أنوارا تجذبني كفراشة، تشدني كمغنطيس لا حول لي ولا قوة، كأنه ألقي علي تمتمات وطلاسم استحوذت على عقلي وحجبت عنه السلطة والحكم، كشلال متدفق محكوم عليه بالسقوط ،كسمكة وقعت بشباكك ،سنفور بيد شرش ،كبعوضة في شباك عنكبوت .كنعجة في براثن الذئب..
الا تكتبين قصائد طويلة ؟
بلى أستطيع ولكنني أمل بسرعة أفضل النثر فهو متحرر من قيود الوزن والتملق والاعتناء بالهندام والقوانين فأنا يا سيدي لا أرزح لنواميس أرفض القيود والأغلال مستقلة بقلمي فهو لا يسلك دربا قد رسم له ويحلق على أجنحة الخيال حيث يشاء وأنى يشاء ( يتبع )….
# ( علا محمود بيضون/ لبنان)
اروع كاتبة