حوار….
قالت.: موجعاً كان لقاؤنا هذا الصباح….
كان كثير الشراسة والغموض..
كان كثير الحقدِ….كثير الشهوةِ…..
قلت.: أردتُ تقبيلَ كلَّ شيءٍ فيكِ
امحو بشفتي الحُمرةَ عن اطرافكِ
وأوشمكِ بشراسة القبل
ثمّ ارسم نفسي وشماً على جسدكِ…..
قالت.: من أينَ يأتيكَ هذا الجنون…؟
هناك أكثرَ من إمرأةٍ يمكن أن يمتلكها رجل
هناك أكثرَ من بابٍ نصف مفتوح
ينتظرُ أن يفتَحَهُ رجل…..
قلت.: هناك جارات كثيرات لي
تتقاطعُ خطواتهن بي
وأعلمُ رغبتهنَّ السريّة في الحبَّ….
قالت.: وكيفَ لكَ أن تعرف….؟
قلتُ.: تعلّمتُ من الزمن
أن افكّ رموز النساء المتمنعات….
ولكنّي كنتُ اتجاهل نظراتهن
الداعية بصمتٍ إلى الخطيئة…
كرهتُ ألأجواء الموبوءه…..
وتلك القذارة المتوارثه.. .
بكلّ شرفٍ ونزاهه. .
قالت.: لا تبحث كثيراً….
لا يوجدُ شيءٌ تحت الكلمات..
إمرأة تكتبُ….
هي امرأة فوق الشبهات…..
قلتُ.: لم اعُد بحاجةٍ لإمرأة…
شُفيتُ من جسدي ….
وانتقل الالمُ إلى أصابعي
وانتقل الى ريشتي….
فيها اريدُ أن اصبَّ لغتي…
أُخرِجُ مرارة خيبتي…
أُفرغُ عليها ذاكرةً انحازت للّون الأسود
سيدةٌ إنحازت للّون الأسود…
تُخفي وجهها تحتَ مثلثٍ أبيض…
فسلاماً أيها المثلث المستحيل…
سلاماً يا امرأة….
كم تحت عباءتك السوداء
ابتلعتِ من الرجال….ولم يتوقع احدٌ…
أنّ لكِ طقوس مثلث برمودا..
ولكِ شهيته في الإغراق….
قالت.: ارسم ذلك اذاً…ارسم بألمك….
قلت.: هاكِ ألمي ..يعبثُ بريشتي…
سأرسُمُ…وأرسمُ ..حتى أفرغ من كلّ شيء…
ثمَّ أقعُ ميتاً….إغراقاً وشهوه…
أريدُ أن أرسمَ جسوراً وقباباً….
ربما نساءً بملاءات سوداء هذه المرّه…
ربما مثلثات بيضاء…
ربما عيوناً لا معات…كاذبات واعدات….
فاللون الأسود كاذب.
تماما كاللون الأبيض….
وقد لا ارسمُ إطلاقاً…
وأموتُ هكذا….واقفاً…
عاريا من الرسم…
عاجزاً أمام لوحة بيضاء…
فهل هناك أرقى من التوقيع
على مساحةٍ بيضاء..؟
ثمّ أتسللُ على اطراف الأصابع…
ودون أن أوقع ….
وحدها الأقدار توقَّعُ حياتَنا..
وتفعلُ بنا ما تشاء……
انور مغنية …09 06 2020
الأسناذ الراقي وابن البلد العزيز.أنور.. بوحك بليغ ومعبر وشفاف كما اعتدناك. كل الود
أﻷستاذ أنور حسن مغنية
حوار صريح
دام اﻹبداع