تعالي حبيبتي ..
للشاعرة ميراي شحاده حداد
-×-×-×-×-
تعالي حبيبتي
تعالي حبيبتي نقيم الصلاة
كالشمع نغرُس أشلاءنا
نذوب عشقًا في رحم التراب
ها مآذن الضفّة هجعت في ركامها
فلنعتلِ النعش محراباً وليظلّلنا السحاب.
قالوا، إنّ الحرب تجاعيدٌ داكنة
تشوّه وجنات الأطفال
قالوا إنّ الحرب جلاميدٌ يحملها
في عتادهم الأبطال
كلّهم يرحلون باكرًا في قوافل العبرات
يمضغون شظاياهم
ويعبرون كالروح في الظلال
بين أنياب الرحى وآلاف المراثي
ومشعل الحريّة في أمريكا ذلّة وأغلال
تعالي حبيبتي
نغدو إليهم، نُزَفّ في الزنازين
نضمُّ الأرض، نغتزّ بها
وغدير الأرجوانِ يضفُرُ السراب
تعالي،
نطُرِّز الحقول بخيوط الوِرد والدماء!
فأخي تدلّت أطرافه عقيقًا
قد لمحتُ بريقَها في طواحين الغبار
وعيناها أختي تصدح بكاءً أعياها الدمار…
أما تسمعين المنايا تعوي في خفقِها
على إيقاع زمجرة الثوّار!
وأزاهيرُ عودتهم أينعت
في طوفان الأقصى
إعصارًا زلزل السماءَ
في مناطيدَ أرهبتِ الكفّار!
للموتى عمر أطول من الأحياء، يا حبيبتي
فلنمُت
ولتستحِ محابر الشعراء
وبنادقُ الحقّ تبوحُ أسرارها
عائدون عائدون نحن من ستائر الغياب
ولو أسدلوا علينا تاريخًا كاذبًا، ولو بدّلوا لون السناء
ولو سمّموا ذرّاتِ الهواء
ما بالك فالحبّ في الحرب جميلٌ
يهمي في مناديله غيمُ السماء
وتبكي نجومٌ
كالشهبِ، نعوشُنا ترقص في العراء.
تعالي نزيح الليل عن الشرفات
ونرقُدُ فيها قليلاً
ثلاثة مواسمَ هي والصخر سيخجل من موتنا
يتدحرج بعيداً من هنا
وحجابُ الهيكل يُبترُ
ثمّ تُومِضُ النصال
وتصيح القدس أوشعنا
وتُبسملُ مكّة وتُكبِّرُ
الأرض لنا
وغزة ديدنها الإباء!
الشاعرة ميراي شحاده حداد ( رئيسة منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحاده )