اللئيم
**
كَــمْ يُظْلمُ الكلبُ حيثُ الناسُ تشتمُهُ
وهــو الــوفيُّ لــهمْ لــلودِّ مــا وَزَغَا
**
لا يــنهسُ الكلبُ يوماً كفَّ صَاحبِهِ
حــتى ولــو لِــسُعَارِ الــجوعِ قد بلغَا
**
لــمْ يــنْسَ يــوماً بــأنَّ الكفَّ أطعمَهُ
مــازالَ يــذكرُ صَــحْناً مِنهُ قد وَلَغَا
**
كــمْ مــن خَسِيسٍ وقد أكْرَمْتَهُ زمناً
قــد راحَ يــذكرُكمْ مستنكراً و بغى
**
بالليلِ يَمضَغُ زَادَ الصّحبِ يَمدحُهمْ
والــصبحِ تــلقاهُ لحمَ القومِ قد مَضَغَا
**
أمــسى كــما الــذّئبُ غدّاراً بفطرتِهِ
لـــم يــتّــخذْ صــاحباً إلاّ لــهُ دَمَــغَا
**
عــنــدَ الــخصائمِ إذْ تــبدو حــقيقتُهُ
شــيطانُ إنْــسٍ وبينَ الناسِ قد نَزَغَا
**
كــالصِّلِّ والــسّمُّ في الأنيابِ مُختَبِئٌ
فــي كــلِّ ســانحةٍ مــن جُحرِهِ لدَغَا
**
صــعبٌ عــليه فِــعالُ الخيرِ يفهمها
لــكــنَّهُ فــي فــنونِ الــشرِّ قــد نــبغَا
**
لا لـــونَ يــحملُه و الــناسُ تــعرفهُ
فـي كلِّ مرحــلةٍ في طيفها اصطبغَا
**
إنْ غــابَ نــجمُ الذي بالامسِ يتبعُه
مضى ليلحقَ نجماً . . صاعداً بزغَا
**
عــبــدالناصر عــلــيوي الــعــبيدي