خاص ” ميزان الزمان ”
كتب يوسف رقة :
صدر حديثا للكاتبة والشاعرة د. سحر حيدر كتابا جديدا حمل عنوان ” اكتبني .. حين أحببتني ” من منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة الثقافي.
الكتاب يتضمن محاور عديدة بين الشعر والقصة وحكايات السّيرة والمقطوعات الأدبية بقلم خَفِر يشعرك كم الكاتبة هي شديدة الحذر في دقة استخدام كلماتها خلال تناولها حُمم العلاقات بين المرأة والرجل لكنها ورغم حذرها توصلك إلى ما تبتغيه من خلال الدلالات النصيّة في التعبير عن الفكرة .
الكتاب زينته ريشة الفنانة التشكيلية زينب دندش بلوحة جمالية من رسوماتها العابقة بألوان الورد في رسم شخوصها النسائية كمسيرة متتالية عبر الزمن بين الفرح والحيرة وبعض اشارات القهر والقساوة .
الكاتبة د. سحر حيدر والفنانة زينب دندش تشاركان معا في احتفالية توقيع الكتاب ومعرض تشيكيلي عند السابعة من مساء الخميس 2 ايار ( مايو ) المقبل بدعوة من منتدى لقاء ومنتدى شاعر الكورة الخضراء في مبنى بيت بيروت في منطقة السوديكو .
الكتاب مؤلف من 176 صفحة وتصدر صفحاته الأولى عبارة للكاتبة د. سحر قالت فيها :” لن إودع الحياة قبل أن أدوّن ما عشته , عايشته أو كنت شاهدة عليه” .
ومضات مختارة من الكتاب :
دخلتُ في النوم أبحث عن ريحك التي انسكبت دون استئذان فوق مخدّتي المبلّلة من لهفة الاشتياق وألم الفراق. أقبّلها، أشتمّ عطرك أتلمسّ بسكونٍ شعيرات زحفت فوق فراشي المهمل وغفت خلف اللاوعي. أغمض عينيّ، أفتح عيون قلبي. أضمّ الشوق البليغ وارتشف ثُمالة مستقبل بلا شهوات…
**
تشتاقُه وتتألم…
فتاتُ الرجولة التي نسيها خلف الوعد، ما عادت تكفيها، هي التي عشقت فيه تفاصيل حاكت أثواب الفرح. أمّا هو، “صبٌّ” فارغ الكلام، يشبه كلّ “الذكورة” التي طالما رفضتها.
**
تراجع عن واقعه واختار الانسحاب. غدا متأملًا عالمه المربك من دون ضجيج. اختار الغياب وصنع لقوقعته قشرةً سميكةً لا يخترقها الضوء خوفًا من حضورها. لن يعتاد وجودها، لا ولن يستأنس باللقاء..
**
… قابعٌ في زاوية الذكريات، متدثّرٌ بستارة الحُزْن يجترّ نغمات صوت زغردت معها روحه الهرمة.
سيشتاقها أبدًا ما دامت الريح تعصف بالأشجار وما دام زهر الاقحوان الأحمر يتحدّى الصقيع…
سيشتاقها وإن رماه الشيب بثقله.
ربيع القلب الأزليّ هي، ولمعُ الضوء عند السحر…
**
خاطب القمر حين التقيا عند حافّة الميناء، وسأله عنها.
عن وشمٍ اختاره تمجيدًا للقاءٍ طوى ذات يوم…
صمتُ البدرِ أربكَ الكلمات. يذكر أنه ذات يومٍ ادّخر العمر لها، وكان وعدٌ بعدم الفراق. لكنّها، في غفلةٍ خلف المطر اعتنقت الرحيل وخانت.
**
شهوة الجسد أم عشق الروح أم ظمأٌ لحضن أمومة افتقدتها طويلًا؟!
تبحث عن دفء كوخ منسيّ غطّاه الشوك.
تائهةٌ، تتقلّب بين واقعٍ وغدٍ لا تفهمه. أناها خربشاتٌ طفوليةٌ تنازع وأنوثتها لبست ثوبًا واهنًا.
كلمة التقديم بقلم د. عماد فغالي :
قدّم للكتاب رئيس منتدى ” لقاء ” الدكتور عماد فغالي بكلمة نختار منها :”
أكتبُني” قلتِ. فعلٌ مضارعٌ زمانه الآن، كلّ آنٍ يتشكّل في كلّ قراءة، كأنّما تأتين الكتابةَ في جهوزيّةٍ عند قراءةِ محدّثكِ… “أكتبُني”، فعلٌ فاعلُه والمفعولُ به أنتِ… جمعتِ في شخصكِ المستترَ والمتّصل، ضميرين يشيران إليكِ في حالةٍ تتجسّدينها تعريفًا عنوانًا: حين تكتبين. هذه “حين”، مفرقٌ مستديرٌ يؤدّي إلى تفاعلٍ مع اختلاف. كلّ الكتابةِ فاعلاً ومفعولاً به، آتيها حين “أحببتَني”! حوّلت فعلَ الديمومة إلى وقتٍ محدود، محدّد، مرتبطٌ بفعلِ “حبّكَ”، ليأخذَ هذا الأخيرُ تحريرَه من المحدوديّة الزمنيّة في سرديّة الفعل الماضي إلى استدامة الحالة – الحبّ. “حبّكَ” المحدّد كأنْ في وقتٍ، يستمرّ في “أكتبُني” ويبقى على الزمن! “حين” تلك، خرجت من مفهومها الشرطيّ هنا إلى أداةٍ تفاعليّة بين فعلَي العنوان وزمنيهما، عمقًا دلاليًّا ينقلُ القارئ إلى قلبِ المؤلِّفة، كأنّما أتى المضمون النصّي من ومضةِ العنوان!
تعرّف د. سحر نصوصَ مؤلَّفها بالومضات. ربّما في نفسِها لكلّ نصٍّ فيضٌ من تفاصيل، تُطبق على قلبها… لكنّي هنا أمام وفرٍ في الكتابة، يقولُ كمًّا من موضوعات، تميلُ أحيانًا إلى تذمّرٍ مبطّن من سوء مسلكٍ وتعاطيات… نصوصٌ تعتمد النمط السرديّ الغالب على السياق. مؤشّراته محدَّدة من دون وضوح… ما يفتحُ على افتراضاتٍ كثيرة وتأويلاتٍ مختلفة… لكنّ السرديّ مطعّمٌ بالإيعازي الذي يمرّ بانسيابيّة فلا تشعر بالانتقال إليه من دون انتباهٍ مركّز! طبعًا لا تخلو الحبكةُ النصيّة من حوار، ما يجعلكَ تتبيّن نفس الكاتبة الشفيف، التي تضنّ بمعتقداتها الإنسانيّة فتقدّمها بنقيّ بَوحٍ غيرَ آبهةٍ بتداعيات!
دكتورتي سحر، ومضاتُكِ لوحاتٌ، مشهديّاتٌ هي في ألوانٍ غالبُها قاتم، على دفءٍ حميم. قارئها يتمتّع إنْ يسِرْ إلى عمقكِ… تنكشفي له في بَوحٍ، في جمال. قد يُطرحُ سؤال: ما مرسلةُ الكتاب؟ أعتقدُ مؤمنًا أنّها أنتِ، إشكاليّةٌ إنسانيّة في أبعادها القصوى، لكن السميا وحسبُكِ!
من له عينان قارئتان، فليعِ!!
قصائد من الكتاب :
همس قلب…
قالت: اكتبني
عند حرف الحنايا
في متن راحتك اليمنى…
إن خطرتُ،
فسكبتَ الكلمات فوق الورق
تراءى وشم اسمي، رسمي
عند تقاطع الفواصل
أملح ُ طيفهُ عند التقاء الساكنين
****
وفي مقطع من قصيدة تقول :
سحرٌ .. سحرُ قلبي يصحو
تهتفُ اكتبني…
يخطّها مدادٌ أحمرُ
يجرحُ بياضَ صفحةٍ
تُهدّي نورانية َ روحٍ
تغفو في حنايا الفوقِ
على كل جمال!
من عناوين الكتاب :
– هو وهي … حوار الأزل – صباحك وأمل الغد – يقظة الوعي – وعدٌ ولقاء – حصاد الصباح – دبّةُ نملة – ومضة أمل – الساحر – أنشودة – دهشة – الحلم المستحيل – ضجيج الصمت –
في نافذة ” أوراق متفلتة ” :
ضمت هذه النافذة : خلف الوعي -همسات راقية -بحر النسيان – فنجان قهوة – بحثٌ مضني – نحو الحرية الواهنة – جرح الهوى – فوضى الانكسار – عاقر – عشقُ رجل – سقوطٌ نحو المنحدر – شهوةٌ وصراع – نقطة التقاء ..
من نافذة ” أوراقٌ مشتتة ” :
عنها أكتب – المدلّلة – مراهقة .. وحسب – لقاءٌ بارد – صدفة – نحو وادي الموت – مشاعر حرّة – يقظة الأمل – سعادة زائفة – براءة – حلم طفلة .
من نافذة ” قلب شفيق ” :
حين تقاسمني الحزن – رنين مشتكية – نسغ الوعد – دمع بارد – العودة الوهمية ,
من نافذة ” ومضات ” :
روح الكتابة – وصف القلب – بوابة الغد – الرحى – نزف مستمر – الصمت – بصماتّ .. عند حافة الجسد – خطوات الليل – حمأةُ الموت – إنسلاخ – الصداقة الواعدة –
نافذة ” من دفاتر الماضي ” :
حنينٌ وحسب – قلبي ومفتاحه – ميلاد الانسان – خواطر متكسرة –
باب : في أدبها
في قصائدها :
تحت عنوان ” الوقتُ على وقعِه ” نشرت قراءة الدكتور عماد فغالي لقصيدتها ” الوقت بخيل ” .
وتحت عنوان ” سحر حيدر .. ووجع العشق حتى الرمق الأخير ” نشرت قراءة الدكتور مصطفى الحلوة لقصيدتها ” الرمق “.
وتجت عنوان ” غلالة القصيدة وأحلام الفصول ” نشرت قراءة الدكتور جوزاف الجميّل لقصيدتها ” غلالة الشمس ” .
شهادات في دواوينها :
وورد في الكتاب شهادات في دواوينها لكل من : الدكتورة كلوديا شمعون أبي نادر – د. سلوى الأمين – دز نمر فريحة – د. جوزاف الجميّل – الأب الدكتور نجيب بعقليني – الأب الدكتور ميشال السغبيني -الأديب الياس رزق الله – الكاتب سليمان يوسف ابراهيم – الأستاذ قاسم عبدو الطفيلي – الأديب جورج جبران الأشقر – الشاعر علي هاشم .
كما تضمن الكتاب قصيدة كتبها الشاعر الأديب جورج غريب تحت عنوان ” إليها ” أي إلى الشاعرة والكاتبة الدكتورة سحر حيدر .
وقصدية أخرى كتبها بالمحكية الشاعر الياس ناصر حملت عنوان ” تعي “.
أما القصيدة التي ختمت فيها الكاتيبة د. سحر حيدر فكانت للشاعر حبيب يونس .