أراك
بقلم الكاتبة سمر أمين دوغان
-×-×-×-×-×-
تفاصيل صغيرة لا أكثر، “روتشات” إمرأة تخفي أثلام العمر في رمال النسيان وانتهي من فذلكة العرابين في نحت الوجوه المترهلة عبر وسائل التواصل الإجتماعي، لعبورها من السيتينات الى ميزان الصبا المدفون في الخطوط الرمادية.
كم ضحكت وانا أمسك الفرشاة الطرية، لأزيد من الظلال وامحي الآيلاينر بقطعة قطن علها تزيل من جفون عيني عربدة الأنامل المرتعشة. افشل في إنهاء التطبيقات الأخيرة. أسافر في لوحتي السخيفة في المرآة المشاكسة…هي تسخر من فرشاتي والواني وصورتي وتعابيري الحمقاء، ترميني بقزح الألوان في غيوم الخريف الصامت في دهاليز الأوقات المتسربة في دقات الساعة الرتيبة…
اهرول في حقول اقحوان الربيع، باحثة بين ادوات التجميل والمساحيق المتناثرة بفوضى في الجارور الضيق وعلى منضدة التجميل…مهرجون يتراقصون بفرح لجنوني …ابحث بلهفة عن “لوسيون” يزيل كل الخربشات المتهالكة على عتبة وجه تقرح من التحدي والمواجهة.
اعيد الساعات إلى الأمام واتزوّد بعصا السحر.
هللويا لتاريخ ميلادي المتسرب من جلباب الزمان كمراهقة معتقة في خوابي الزهر…سأغرد حرة طليقة مع عمر مر صامدة على زخرفاته المنتحرة في اواني فراشات النور مع البلور..
هيا نزغرد يا مرآتي، حديثك بصمته يطربني يا صديقتي، تضجين فرحا لجمال الخطوط الذكية في وجهي والتجاعيد في عنقي، جيد متواري بشال أزرق، كلوحة بحر صيف مغرد في الرمال الدافئة.
ادركت مرآتي ينابيعي الصافية، أغرقت ملامحي بعبثها الجميل، اغدقت بلحنها السرمدي أنشودة الغد …
قالت لي والبسمة ترفرف مع نور شمس الغروب المتسلل بخجل من الستائر البيضاء:
كوني أنت دون سواك،
هلّلي للفرح
فالضحكة تمحي سطور الأمس والتعب،
إبكي كطفلة بريئة
أضاعت دميتها في صندوق العجائب،
فالدمع يسقي العيون بريقا في الليل المظلم.
دعي سنين الشقى تحادث مراوح الهوى عن اللوم والعتب والعشق والغرام واللوعات المدفونة في تراب صدرك
والأجمل والأكثر بهاء ثورتك الدائمة ضد الظلم والظالمين.
دعينا نتغنى رقصا على أوتار صولاتك في أزقة بيروت القديمة…راقصي الألم في تحديك للموت كعزف كمان وحيد عند البحيرة الهائمة بنيران الشوق.
كوني انت، لقد احببتك منذ زمان واحبك أكثر كما أنت لا تتغيري.
انصفت نفسي وضعت الشال الأزرق. أتذكر، هديتك في عيد ميلادي؟
قليل لا أكثر من حمرة خدود وانامل تلوّح للحبيب “لن أتأخر في السهرة” وداعا.