صدر للشاعر سعد الدين شلق ديوان ” لو يُزهر الجمر ” وهو من منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء ويضم باقة من قصائد الشاعر ( 67 قصيدة ) في 160 صفحة من القطع الوسط .
وسيوقع الشاعر سعد الدين شلق ديوانه بين السادسة والثامنة من مساء السبت بتاريخ. 5 آذار 2022 في جناح منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة في معرض بيروت العربي والدولي في منطقة البيال سابقا في الداون تاون .
***
تضمن الكتاب :
الإهــــــداء
إلى رُوح والديَّ اللّذين أورثاني حُبَّ النّاس وعلّماني حُلوَ الكلام، وأنَّ الإنسانَ مألفةٌ ولا خيرَ في مَن لا يألفُ ولا يؤُلف.
كما أهدي ديواني إلى من كانت رفيقةَ دربي غير السّهلِ وارتضت أن تشاركني حلوَ الحياة ومرَّها وجَعلتْ أيَّامي أعياداً بهديَّتين قدّمتهما لي، ميساء وعامر.
كلمة شكر
أمّا الشّكرُ فَلفراشة اللّطفِ ومليكةِ الذّوقِ وقيثَارةِ البوحِ الشَّجيّ وأيقونةِ النورِ الذي لا تغيبُ شموسُه، ميراي عبدالله شحادة التي استودَعها شاعرُ الكورةِ الخضراء أعزَّ أسراره واقدسَ أقداسِ وجدانه فأكملْت مسيرتَه ومَضَتْ بشعلته ساطعةً مشرقةَ في عالم الأدب والفنَ والجمال، يرفُدها شعورٌ إنسانيّ عميقٌ يَهبُها جناحين نكادُ نحسبها معهما ملكاً من الملائكة.
ولأكونَ صادقاً لا بدَّ لي أن أعترفَ أنّه لولا ميراي لما أبصرَ هذا الديوان النُّورَ.
إلى الغاليه ميراي شحادة أُهدي هذه القصيدَة
صَمتي أمامكِ وانعقادُ لساني | يُنبيكِ عن شكري وعن عرفاني | |
فرَّ الكلامُ عن الشفاه فلم أجدْ | حرفاً تُضيء به شموسُ بياني | |
إن تجهلي ما في الضّمير مليكتي | نمّتْ بما لمَ أنطقِ العينان | |
فَلتكْتفي عن شرح ألف قصيدة | لك في حنايا الصَّدر بالعُنوان | |
يُغني عن التّصريح إن هو خانني | دمَعٌ تضيءُ بوهجه أجفاني | |
ميرايُ تَبقَى في فؤاديَ نبضةً | وعلى عيوني حُلميَ النُّوراني | |
دَينٌ عليَّ ولستُ أملكُ ردَّه | إذْ ليس لي في الرّدِّ ذاكَ يدانِ | |
وَاستْ جراحيْ حين عزَّ أساتُها | ورعتْ بشعريَ زهرةَ الوجدان | |
لِيعودَ والدُها بها حيًّا كما | عاد الربيعُ على يَديْ نيسانِ |
الشاعر سعد الدين. شلق
اخترنا من قصائد الديوان هذه القصيدة :
- الصامت الحاكي –
ساءلتُ حُسنَكِ ذاك الصامتَ الحاكي | مطالعُ النّور أم وحيٌ محيّاكِ! | |
نزلتِ ضيفاً على عينيَّ فاستبقت | منها رؤاها على النجوى تهادَاكِ | |
رقّ الجمال فغنَّى وانتشى طرباً | وكان آيةَ ما غنّاه عيناكِ | |
هديلُ هدبِك، ما لحنٌ وما وترٌ | يحكي ويحكي ولا تَفنَى حكاياكِ | |
ورنوةُ الطَّرف مرآةُ الضّمير غدت | تشفّ عن لاعج في الرّوح أشجاكِ | |
كأنّما الهدأةُ الميهالُ رجعُ صدًى | لآهةٍ أمسكتْ عن بوحه فاكِ | |
قد جاز سحرُك إعجازاً نُراع به | ولم يزلْ يرتقي حتّى تخطّاكِ | |
شقراء، ما شعلٌ ماجتْ معطَّرّةً | فأسكرتْ زمنَ العشّاقِ ريّاكِ | |
غدائرُ اللهب الّريّان ثائرةٌ | والشّهبُ نشوَى تَهادَاها ذراعاكِ | |
أجّجتها النّارَ إذ سرّحتِ مائرَها | واحرَّ قلبي وقد شبَّتْ بيُمناكِ | |
كفِّي على القلب والعينان في سفرٍ | مذ حرّر اللّهبَ المجنونَ كفّاكِ | |
نهداك نِدّاك، من أبهَى؟ بُهتُّ أنا، | ماذا أقول إذا ما غار نهداكِ | |
أنتِ الصّباحُ وذان الفجرُ مؤتلقاً، | فدّاهما الضوءُ، لا تَأسيْ وفدّاكِ | |
قد جُزِّئ الحسنُ حتّى لا نتوءَ به | لو ظلّ فرداً لمّا سَبّحتُ إلاّكِ | |
نعُلُّ سحركِ علّا كي نَلذّ به | وندخرُ الحسَّ مرصوداً ، للقياكِ | |
ما للمرايا إذا ضمّتكِ لاهفةً | راحت تباهي وجُنّتْ عندَ مرآكِ | |
كانت تحدّثُ عنك النّفسَ من زمنٍ | كيف انسللتِ ولم تفطنْ مراياكِ | |
واجهتِ سحرَكِ فيها فهي هاتفةٌ | يا للغواية وجهٌ منكِ باراكِ! | |
كلاكما بالغٌ في الحسنِ غايتَه | من منكما الأصل أم مَن منكما الحاكي! | |
تساءلُ الشمسُ في معراج دهشتِها | متى يردُّ إليها الضوءَ وجهاكِ؟ | |
قد عمَّ جودُكِ حتّى ريعَ من كرمٍ | وكان بخلُكٍ من أسنَى عطاياكِ |