رسائل .. (الحلقة ٥)
إلى سارق (ة ) الفرح ..
للكاتبة رانية مرعي
-×-×-×-×-×-
أيّها اللّص المحترف .. هل أشبعْتَ غريزةَ الانتقام من كلّ الابتسامات البريئة ؟ ونشوة الانتصار هل أطفأَتْ نارَ غيرتك الحمقاء ؟
جهلٌ .. نقصٌ .. وعقدة ووجود !
تنقضُّ على كلّ ابتهالات الأمل لتطعن في قدرتها على شفاء النبض المحتضر ، وترميها بالشعوذة .. أنتَ الذي لم تعرف يومًا قدسيّة الصلاة الواثقة ..
تلاحقُ الحالمين إلى خلواتهم ، وتسخرُ من سفرهم على أجنحة النور ، وتتّهمهم في المجالس أنهم فقدوا رشدَ الحقيقة ..
تعادي الذين تربّعوا على قمة المجد ، تخاصمُ احتفالاتهم لأنّها تذكّرك بفشلك ، وكم ضاع العمر في مغامراتٍ صبيانيّة ..
تتلوّنُ كالحرباء .. ما أسوأك !
تحبُّ وتكره في نفس النظرة ، لسانك الذي ينفثُ سمومه في الغياب ، يقطرُ تملّقًا في حضرة من تتمنّى أن تكونه ..
يا هذا الذي لا تليق به الأسماء ، وتخجلُ الألوانُ من سواد نواياه ..
يا ضحيّة نفسٍ أمّارةٍ بالخبث ..
رفقًا بما تبقى منك ..
حدّق في مرآتك .. واسأل ذاك الوجه عن ضحاياه ..
وإن تبقّى في ضميرك حياء .. سيجيب :
” أنا بريء منك ..
فأنا أيضًا ضاعت مني سنوات النور في قبرِ مؤامراتك ..”
يا سارق (ة ) الفرح ..
ستموت وحيدًا .. كالوعد الكاذب .. منسيّا …
والسّلام ..