رسائل ..(٣)
إلى عابر (ة) سبيل ..
خبّأت وجهك من كل الزوايا حتى لا يفضحك ظلّك إن اتّكأت يومًا لترتاح من رحلة عبثيّة بلا عنوان ..
لم تهدِ عينيك للنور ، فلم يتعرّف عليك الربيع ولم يعترف بعطرك النسيم وأنكرك عند صياح الحقيقة كلّ من رميته في مرورك بضحكة مزيّفة ..
تُغيّر اسمك في كلّ عمر وتنتزعه مع نهاية العام ، وتترك في ذاكرة الأيام أبجديّةً مبعثرة لا رغبة لها في أن يجدها أحد ..
وجواز سفرك .. تأشيرته مزوّرة ، تحتالُ على مطارات العبور ، تُلبس رحلتك الدهشة المخذولة التي ما عادت تصدّق وعودك المخضّبة برائحة الخذلان ..
ولهفتك الباردة وقّعت معك وثيقة الخيانة ، أمطرْتَ اللقاءات بوعود لعوب تتفنّنُ في إغواء القلب الذي صار ضحيّة الانتظار ..
هل همى الدّمعُ على ندمك ؟
هل آلمَك هذيانُ اللحظةِ المفارقة ؟
أيّها التائهُ زورًا في دروب الكبرياء .. تبرّأَتْ منك كلّ الأوطان .. منفيٌّ أنت من مجالس العاشقين .. ومحكوم عليك بالأشواق الشّاقّة المؤبدّة ..
يا عابرَ السبيل ..
ما أطول رحلتك المزعومة ..
لكنّك لن تصل !
رانية مرعي