المجالس بالامانات ( 1 ) بقلم : يوسف رقة
…وفي طريقي إلى مقهى الروسا في الحمراء , حيث سألتقي صديقي أبو علي ( محمد عمرو ) , شاهدت معظم أبنية المدينة مزينة بإضاءة خافتة تطل من النوافذ , وسألت صديقي فور أن وصلت إلى طاولتنا المعتادة : ما بال مدينتنا بيروت على غير عادتها , باتت باهتة , كانت نوافذها من قبل تطلق انوارها ليلا كضوء آخر النفق ..
أجابني : نعم إنها مصابيح التوفير بعد غلاء مازوت المولدات في بلد بلا كهرباء ..نحن فعلا في آخر النفق ..كأنه النفق المؤدي إلى نهاية الحياة , الفقراء اليوم يدفعون الثمن ..
..وبعد سرد طويل عريض عن اسعار العملات واسعار المشتقات واسعار العدس والخبز ومنقوشة الجبن عند ” بربر ” , ساندته الرأي وقلت له : ” فعلا شيء غريب , كيف باتت البيضة البلدية التي هي أكل الفقراء أغلى من فخذ الدجاج ؟”
تابعنا الحديث عن اللحم واللبن واللبنة والبنزين و السلع وقطع الغيار والأشجار المهملة التي ستشكل خطرا على انسداد مجاري تصريف المياه حيث توقعنا الطوفان عند اول شتوة ..
والحكي بالامانات : فقد روى لي هذه الحكاية التي حصلت معه :
ذهبت لشراء حذاء , لكنني خجلت من الموظفة التي سأشتري الحذاء من المحل الذي تعمل فيه , حيث سألت عن راتبها الشهري فقالت لي انه 700 الف ليرة لبنانية , وتعمل من 9 صباحا حتى 6 مساء ..وعندما عرفت أنّ ثمن الحذاء يوازي راتب تلك الموظفة في الشهر ..خجلت من نفسي ..وغادرت مسرعا…خجلت من النظر إليها ..
الذي يحصل في بلادنا.. هو جريمة : حذاء يساوي راتب موظف ؟
ِ.هذا عيب …!!!

فعلا هذا مؤسف والحال متشابه في كل الدول العربية ألا تعلم أستاذنا العزيز أن أبخس ثمن نحصل عليه هو ثمن انسانيتنا
زمان كنا ثلاث شرائح اجتماعية أي ثلاث طبقات منها 1) الفقير و 2) الحاله متوسط و3) الغني
اليوم سيدي الكريم هناك طبقتين من المجتمع 1)الغني جدااااا و 2) الفقير جداااا وبينهما الخط الرفيع والشاسع
هكذا هي حال الانسانية في العالم بأسره اليوم
قل لصديقك الطيب لا حرج عليك صديقي اشتري الحذاء لعله بجودته يغنيك عن تجديده سنوات قادمة
مقال رائع ومحاكات للواقع بأسلوب جدا راقي