كنت أحتاجُ موتَك
لِثوانٍ، لِدقائقَ
لأحتسيَ منك
رشفةَ ركام…
فأردَيْتُك بكفيَّ
وزَرَعتُك في رحمي
لساعاتٍ وأيّام
أنتظرُ ولادتك
نقيّاً طاهراً
كالنّدى من ثغرِ فجر
كالصلاةِ في خُطبة إمام…
كنتُ أحتاجُ موتَك
أحتاجُ نفيَك
لأمحوَ عنك غبارَ الوِجام
وأحطّمَ أهرامَ خطاياك
وأرمّمَ ما زلَّ من هوانا
عن المرام!
كنتَ مَلاكي وكلَّ أنايَ
فسَقَطْتَ منّي عَمداً
كالفراغِ في الزِّحام
كالسّوادِ في حلكة الظَّلام
لم أعد أراك تحرُثُ أحلامي
ولا تنصُبُ مَراجيح أطفالي
وتُلعثمني خجلاً في الكلام!
لم أعدْ أشمُّ عطرَك الأزرق
وألبسَ بُردَة الأشواق!
قد أوجعتَ قدرَك يا حبيبي
وخانتك يداك
يوم أقَمتَ على ضريحي
مأدبةَ آثام!
رُحتَ تملأُ سلالَكَ ماءً
من وهمِ ومُدام
كنتُ أحتاجُ موتك
لِثوان، لِدقائقَ
علّها تعود إلى غمدها السهام!
علّها تعود إلى بيادرها
أدقّة حنطتنا
والقمح من سنابلنا
يبدّد الزؤام!
( من القصائد الجديدة للشاعرة ميراي شحادة حداد )
