# بقلم الإعلامية : دلال قنديل ياغي :
تتركنا نسمة مرهقين من الحياة ومرارة العشق وبوح الفقدان ودموع الغلابة في مجتمعات القهر والحروب والدماء والقتل والإستبداد.. وتقذف بكل الوجع في رواية واحدة تدعونا لأن نعشق الحياة لأنها الأقوى من تمرد الجسد على النبض على العيش كآلة تأتمر بما يُرمى اليها .
تعلمنا ان الأجساد لها قوانينها وهي سيدة نفسها دوننا ..قد تصغي و قد تشيخ قبلنا لتتمرد وقد تكبت لتصرخ دفعة واحدة وترمي غضبها بعيدا او على من حولها.. تلك هي حكاية الجدات المتلبسة بنسمة وشبيهاتها.
تكتب الصحافية الروائية علوية صبح بمرارة اليوميات لراقصة على مسرح الحروب متمردة على التقاليد متمسكة بحب عمرها الذي إنقلب لنقيضها يوسف زوجها إستمرار حبها لأحمد الذي أحزنها فقده..يوسف الثوري أرادها زوجة لا تناقض حريته دون سياق التقليد ليقودها بتحولاتها الى منزل الطاعة بالمعنى المزاجي فتتمرد..وهل يكفي رفض البقاء مع الحبيب لمغادرته وهو يعيش في ثنايا القلب واليوميات ..هو الصورة الوهم للمثال الذي نكتشف معها أنه وهم الحب الذي،نبحث عنه على مدار حياتنا ونجسده بصورة أو لوحة رُسمت في لحظة عشق وعبثت بها ريشة فنان متقلب الأمزجة والمبادىء نقل الألوان مع يديه من الضؤ الى العتمة من الرمادي تدرجا الى الأسود الذي يرفض كل لون عداه..
نسمة تروي على لسانها حكاية أمها والجدات سيرة انيسة أسيرة الزواج المتفلتة منه الى حبها السري وأمينة التي تنتظر عشيق الغفوة والحلم..
هل تكفينا حياة واحدة لكل هذه الحروب والمآسي التي تقطع مسافة الوصال بين نسمة وعائلتها من والدها الذي فقد قدميه الى والدتها التي زادت الحرب قساوتها وأعطتها نسمة بمشهديتها صورة تمزج بين الغفران والتأنيب في لحظة إعتراف قاسية تكاد تبتعد الكاتبة فيها عن الرواية لتغرف من بئر أحزان نغرق جميعنا فيه يتفاقم الغضب،حد أن تجبر الزوجة في لحظة أقصى الغضب زوجها على إلتهام خروجه الذي تكرر في لحظة إشتداد القصف وهي لم تعاقبه فقط بل عاقبت نفسها بالصمت والصيام بعد رحيله وبمشاركته قصاص الحياة لكليهما في تلك اللحظة الصادمة ..
رواية تتمازج فيها الحكايات متنقلة على حد السيف بين المتاريس العشوائية وتقطيع الرؤوس الذي يصبح إدمانا لا فكاك منه في لحظة التداعي.
أن أعشق الحياة سيرة الإستعانة بالمتخيل والإفتراض لتجاوز بوهيمية الواقع وسطوته وإجحاف التقاليد بحقوق من ترك ذاته طليقة كعصفور يسعى للتحليق.
لكل منا عشقه ..لكل منه سقطاته أن نعشق الحياة على مرارتها ذلك هو التحدي الذي يضعنا أمام شقاوة البقاء قبالة المرآة بعد تدمير الأصل والتحليق في فراغ إفتراضي كملاذ لا فرار منه.