( خاص موقع ” ميزان الزمان ” الأدبي )
..قرأ رئيس منتدى ” لقاء ” في جونية الدكتور عماد فغالي في قصيدة للشاعرة جمانة نجار حملت عنوان ” إلى قبيحة ” ..
# هنا نص القصيدة:
إلى قبيحة
لو ترتدينَ حريرَ الكــونِ قاطبةً
تُطلينَ وجهكِ بالألـوانِ والقصـــبِ
وفوق معصمكِ المنحولِ سلسلةٌ
من خالصِ الماسِ أو من فاخر الذهبِ
وتسكنين قصـوراً جـــدّ فاخـــرةٍ
وتشنشلينَ قميـصَ الليــلِ بالزغــبِ
وترقصــينَ على الديباج حافيــــــةً
من شاهقِ الخصرِ ، حتى هابطِ الركـبِ
تبقينَ أنثــى بلا طعــمٍ ، وغانيــــــةً
تزدانُ قشـــرتها ، بالشهــــدِ والعنـبِ
فلا تقولي أنا مالـــي ، وأرصدتـــي
ولا تقولي أبي ، أمي، الثرا نسبي
إنّ الجمــالَ ، إذا جـربّتُ أوصفــهُ
حقــا ســــيبقى جمالَ العلــم والأدبِ
( الشاعرة جمانة نجار )
# هنا قراءة د. عماد فغالي للقصيدة :
جاذبةٌ إنسانًا!!
هل يحقّ لي أن أثني على إشكاليّةٍ في حجم هذه ، شاعرتي، وأنتِ في المكان الأنسب لطرحها ومعالجتها ؟؟
شاعرةٌ أنتِ جمانة، عرفتُكِ جميلةَ الطلّةِ مهابةَ امرأة، وقرأتُكِ في فخرِ شعركِ “جمالَ العلــم والأدبِ”.
لكنّي في سياق هنا، يحضرني تساؤلٌ: حسبُكِ اختبرتِ الإشكاليّةَ فاقتنعتِ، لا بها، وتلك بديهةٌ، لكن بطرحها، فتتكوّن رسالةً للمرأةِ عمومًا، ولتلك السائرة في الشكل تجمّلاً، فحوىً يدلّ على طبيعةِ الجمال، لا تحتاجُ إلاّ صقلاً فتبان…!!!
من ناحيةِ القصيدة، العنوانُ يلفت: ” إلى قبيحةٍ” , حسبي الله ونعم الوكيل . دعيني أحسبُ أنّكِ في الحدث ، توجّهتِ بها إلى قبيحةٍ نظرتِها ، ربّما لأجل قباحةٍ بادرتكِ بها…
أم قصدُكِ كلّ واحدةٍ لا تهتمّ إلاّ لشكلِها دون النفسِ، راحت في مفهومكِ قبيحةً؟!
وقصدتِ تعدّدين مفاتنَ تُغوي ، وتملّكاتٍ تُغري ، وصفاتٍ تخدع ، كم جعلتْ ناظرًا يدهشُ ! وكم ذكرًا جرى وراء أنثى بهرته ببريق زيفها الخارجيّ ، إن وقف عنده ، تصنّفَ شبهَ رجل… من دون التعرّض له وصفتِها: “تبقينَ أنثــى بلا طعــمٍ ، وغانيــــــةً”. إن أردتِ رجلاً، كأنْ تقولين لها، روحي إلى الجمال الباقي ، هو الحقيقيّ ، متى يفنى الشكلُ ، يخلدُ:
“إنّ الجمــالَ ، إذا جـربّتُ أوصفــهُ
حقــا ســــيبقى جمالَ العلــم والأدبِ”!
دلاليٌّ أيضًا، بل أكثر ، كم تماديتِ في أوصافٍ شجبتِها ، كلّ القصيدةِ تعدادُها ، لتنتهي ببيتٍ واحدٍ في الجمالِ الذي تدعينَ إليه ، خاتمةَ القصيدة ، ليكون تعريفًا حقًّا للبيت القصيد.
المرأةُ المرأة، أنوثةٌ مستدامة، في العلم والأدبِ، لا عمرَ يهرمُ ولا شكلَ يخذل… إنسانها يُغوي فوق الزمن، وهي في جمالها هذا جاذبةٌ نخبةً، لا رجلاً حقًّا فقط، لكن إنسانًا في ملئه يَنشدُ علوًا فيرتقي!!