# الجزء الثاني من المقالة النقدية:
“التذوق الإبداعي في النص النقدي” للدكتورة الكاتبة والناقدة مفيدة الجلاصي / تونس :
إن عملية تقبل النصوص مرتبطة في، راينا باتجاه الناقد في تفسير النصوص، الأدبية وتقييمها فهو ينطلق من من التساؤل حول ما هو المطلوب من منهجه النظري في تفسير الآثار الادبية؟ ذلك انه قد توجد عدة قراءات لعمل ادبي، واحد يمتلك عدة معان بل إنه أحيانا” قد تعطي بعض الأعمال الانطباع بالغرابة والتفكك، وعدم القابلية للفهم” (انظر :جوناثان كولر “الكفاءة الأدبية” ترجمة علي الشرع /مجلة نوافذ، (دورية تعنى بترجمة الأدب العالمي) ص 60)
ويبدو أن الكفاءة الأدبية مسألة ذات اهمية قد عنيت به خاصة “البنيوية” التي ركزت في تفسيرها النصوص، على بنية العمل الأدبي ومعناه وفي، هذا الصدد يتساءل R Barthes في كتابه “النقد والحقيقة ” (Critique et vérité) ص 19 قائلا :” كيف يستطيع أحد أن يكتشف البنية دون مساعدة نموذج منهجي؟ وهذا يعني أن قراءة نص ادبي، امر لا يتحقق إلا بما اكتسبه الناقد من كفاءة أدبية ووعي ذهني”
فلا يمكن لقارئ ان يقترب من أي نص وهو خالي الذهن لا يمتلك،وعيا بالخصائص الكامنة فيه إنه يباشر، النصوص، الأدبية بقراءة تحمل فهما ضمنيا منبنيا على أسس خطاب أدبي نظري في النقد ترشده حتما الى مبتغاه وتغدو،هنا الكفاءة” ملكة تؤهله لفهم الأدب وتتيح له تحويل السياقات إلى بنى أدبية وإلى معان أدبية” (جوناثان كولر :الكفاءة الأدبية ص 38)
ولا يفوتنا التأكيد على العلاقة الوثيقة بين الكفاءة الأدبية الناقد وما لديه من قدرة على الفهم والاستيعاب أو “إدراك النظام” في التعامل مع النصوص، الأدبية بما اكتسبه من تجربة قائمة على المعرفة الأدبية ذلك ان” المعاني المختلفة التي يملكها النص لا يمكن أن تعزى فقط إلى أعراف خاصة في قراءة الشعر وهي الأعراف التي تقود المرء، ليتعامل مع اللغة بطرق جديدة من اجل استحداث خصائص ذات صلة باللغة لم تكن مستغلة سابقا ومن أجل اخضاع النص لسلة من عمليات التفسير” (جوناثان كولر “الكفاءة الأدبية ص 39)
وقد تبرز اهمية الاعراف من خلال تحديد المسافة الفاصلة بين لغة القصيدة، وتفسيراتها النقدية وهي المسافة المحددة لأعراف القراءة المؤسسة لكيان الشعر، العربي عند
“طه حسين” مثلا في، استنطاقه للشعر الجاهلي أو الإسلامي
وحينئذ، يبرز ما يسمى ب” الملمح الدلالي” أو البنية الدلالية التي يقوم عليها النص الأدبي وما يمتلكه القارئ من قدرة على تمثل “نظام الاعراف” وهو أمر يوحي على الاصح بأن التفكير، في القصيدة من حيث كونها تلفظا ممتلكا معنى يتحقق فقط بالنظر إلى نظام الاعراف التي يتمثلها القارئ”(جوناثان كولر ص 42)
ولعل اهمية هذه الاعراف الادبية تكمن في انها لا تعتبر معرفة ضمنية لدى القارئ فحسب وإنما باعتبارها معرفة ضمنية لدى المبدع ايضا الذي،هو مطالب في عمله الإبداعي بأن تكون له نية التأثير، في القارئ بل عليه أن يضمن أحداث ذلك التأثير فيحرص بذلك على قراءة غير، عشوائية لنصه الذي، يمتلك مقومات داخلية تسمح بقراءته قراءة منتجة للمعاني والدلالات بفضل ما ينطوي، عليه ذلك النص من أبعاد وتصورات كثيرة باعتباره عملا ابداعيا او “وليد عملية الإنتاج الإبداعي” فيصبح القارئ مطالبا باستحضار، ما حف بذلك العمل الإبداعي من إجراءات وظروف ذهنية عاشها المبدع أثناء انشائه نصه وهنا ينبري الناقد في النظر في منطق الرموز داخل ذلك النص وما تحدثه من تأثيرات تنتج المعاني وفق أعراف معينة قد تحدث تغييرات في لغة نص ما ما قد يؤثر بصورة مباشرة فيما قصده المبدع من معان فيصبح الناقد منتجا آخر بما قدمه من قراءة لها سمتها الابداعية وهذا “لا يعني باي معنى من المعاني ان للمؤلفين جماعة من المغفلين المفطورين على إنتاج شرائط من الجمل بينما ينجز العمل الإبداعي الحق من خلال جهد الذين يمتلكون الوسائل الفنية لمتابعة استنطاق هذه الجملة” (جوناثان كولر ص 47)
وهنا يتأكد لدينا ان عملية استنطاق الناقد للنصوص، الأدبية تدخل ضمن
” نظرية الشعر البنيوية “Structuralist _Poétics كما حددها R Barthes وهي، النظرية التي تتولى توضيح” النظام التحتي المسؤول عن إمكانية استحداث المعاني الأدبية
(يتبع)
# (الدكتورة الناقدة مفيدة الجلاصي / تونس )