لست أدري لماذا كلما أنظم قصيدة بالفصحى، تقفز إلى ذهني صورة الكبير الموسيقار الراحل “رياض السنباطي”، الذي لطالما تربّع على عرش القصائد المغناة بصوته وأصوات كبار آخرين، هل كانت أمنيتي مشروعة ان تجد قصيدتي “عيناك بحري” طريقها إلى أنامله وعوده؟ لكن قدّر اللّهُ وما شاءَ فعل، زمن الكبار انتهى، وسأبقى أنتظر كبيرًا آخر ليلحّنُها.
“عيناكَ بَحْري”
شعر: ماجد طعمة
عَيْناك بَحْري مُذْ غادرتُ شَطّهُما
نَسِيتُ كلَّ فنونِ العَوْمِ
لَمْ أعُمِ
عيْنايَ ما عادتا مُلكِي ومملَكَتِي
مذ فارقَتْ عيْناكَ لَم أسهَرْ ولَم أنَمِ
أذنايَ ما عدتُ أسمَعُ مُذ نَسِيتْهْما
مُذ غابَ هَمْسُكَ غابَتْ شَهْوَةُ الكَلِمِ
شَفَتي ما عُدتُ أشعُرُ أنها شَفَتي
حَتّى نَسِيتُ أنّ ذاكَ فَمِي
كلّ الدّموعِ الّتِي في حُبِّنا ذُرِفَتْ
ليسَت دموعًا.. تلك بعضُ دَمِي
قدمايَ ما عُدتُ أشعُرُ أنها تَقوى
على الوقوفِ من شِدّةِ السَقَمِ
أصارِعُ الحُزْنَ أغلِبُهُ ويَغلِبُنِي
أعاود الكَرَّ لا أقْوى على سَقَمِي
عَتَبي علَيْكَ كبيرٌ شِئتَ تتركُني
ما ذَنبُ قَلبِي حتّى بالفِراقِ رُمِي
إِفْتَحْ يدَيْكَ ترى كَفّيْكَ مَمْلكَتِي
واغْلِقْ يدَيْكَ تَرانِي صورةَ العَدَمِ
أذاكِرًٌ أنتَ كمْ كُنّا نَهِيمُ هوًى
نعاقِرُ الشّعرَ بالأوراقِ والقلَمِ
هِيَ الحَياةُ ..مرّت في هواك سدًى
على المحبّينَ نعِيمُ الحبِّ لمْ يَدُمِ
عُمرِي بِدونِكَ ماضٍ لستَ أعرِفُهُ
أرّختُ عمْرِي بِذاك اليَومِ فاستَلِمِ
6/9/2020
كل القصائد التي أنشرها مسجلة في دائرة حماية الملكية الفكرية