وكان الموت ينتظرهم
كتب جهاد حسن / ألمانيا
كلّ يومٍ نسمع عن أشياء كثيرة لم تخطر على بالٍ وقصة اليوم فيها مأساة كبيرة لعائلة من سورية وتبدأ القصة من الأب الذي سافر إلى ألمانيا وحده لكي يحصل على الإقامة ومن بعد حصوله على الإقامة يبدأ بمشوار لم الشمل لزوجته وأطفاله الخمسة.
وبدأ ينتظر الموعد المحدد في السفارة الألمانية ببيروت وأخذ من بعد طول انتظار موعدًا بالسفارة وذهبت الزوجة على موعد المقابلة وتم حصولها على الفيزا الألمانية لها ولأطفالها الصغار وهنا تبدأ المأساة التي لم يكن أحد يتوقعها ولاتخطر على بال أحد فموعد السفر كان مقررًا في الخامس من شهر آب من مطار بيروت باتجاه ألمانيا ولكن الكارثة التي حصلت في بيروت لم يتوقعها أحد وهي الإنفجار المدمر الذي وقع في مرفأ بيروت والعائلة كانت تقيم بمنطقة قريبة من المرفأ وهذا الإنفجار خلّف دمارًا شاملًا في المباني وموت الكثير من الأبرياء وليس لهم أي ذنب .
والشيء المؤلم وجود الأم مع أطفالها الخمسة بالمنطقة القريبة من المرفأ لحظة الكارثة المدمرة وكان الموت ينتظرهم وينتظر الكثير من الأبرياء ..
والمؤلم في طريقة الموت المفاجئ الذي حصل لهم وطبعًا كل إنسان لايعلم بأي أرض سيموت ولكن الكارثة التي حلت على لبنان كانت كبيرة للغاية وكل ذلك بسبب الفساد وسوء التصرف من قبل الموظفين في مرفأ بيروت والشيء المؤلم كيف يتم مصادرة تلك الكمية الكبيرة من نترات الأمونيوم ووضعها وسط مدينة بيروت بين المدنيين أين العقل والحكمة والمنطق بتصرف هؤلاء الأشخاص الذين يتعاملون مع الناس بضمائر ميتة لايفكرون بمصلحة الوطن والمواطن ولو كانت الحكمة موجودة عند مدير المرفأ والموظفين لم يتم حجز تلك السفينة والمواد المتفجرة منذ عام 2013وتلك المواد وسط بيروت..
أين العقل؟ وأين الفكر عند المسؤولين الذين يتعاملون مع قضايا مصيرية بجهل مطلق؟ أتمنى صحوة الضمير لأنّ أي خطأ حتى ولو كان صغيرًا يمكن أن يوقع مأساة كبيرة يذهب ضحاياها أناس أبرياء وفي نهاية المطاف أعزي هذا الأب الذي خسر عائلته نتيجة جهل هؤلاء الأشخاص فاقدي المسؤولية وفي قصة مرفأ بيروت هناك مئات من القصص سنسمعها في الأيام المقبلة …