.. من خلال متابعته لأجزاء حكاية ” أناي” للكاتبة جمانة السبلاني على موقع ” ميزان الزمان ” ، كتب الكاتب السعودي يحيي باجنيد إنظباعته الأولية ، وكتب قراءة أولى قال فيها :
من و حي (أناي)
للكاتبة جمانة السبلاني
الكتابة بوح و روح ، ترهقها الصنعة و يطفئ وهجها التأنق ..
إن سرادق الجمال فيها لا تهمه تسريحة الشعر و لونه، و لا ربطة العنق و شكلها، فهو لا يشترط الدخول بالملابس الرسمية ، و هذا ما فعلته(أناها) .
هي أولا، و قبل من يأتي أو لا يأتي، مكنت هذا الكائن داخلها أن يختار مقعده الأثير، حتى قبل حضور “المدعوين لبوحها” كائنا من كانوا .!
إن عالم عقلها و جنونها وحزنها و فرحها هو “مزيج و خلطة سرية” أساس مكوناته تلقائية البوح .. خلطة سرية .. قد لا تروق لهذا أو ذاك ، لكن يكفي في مذهبها، أنها تريحها هي .!
الحسابات الدقيقة أول مسمار في نعش “الإبداع” … و أراها بعيدة عن جدول “الضرب” و حسابات الجمع والطرح و القسمة .!
…
هاهي، كعادتها، تقفز بمن يقرأها حافية على حوافّ الألم، كلما لمحت نجمة “أناتها” هنا أو هناك، لا تدعها تغيب عن عينيها .
المسافات هي التي تأتي إليها ، لتسبح في فضائها الشاسع.. و هاهي (أناها) تراها كما أرادت أن تكون ” الأجمل، الأذكى، والأكثر تحليقا” :
” كنتُ ألمَعُ بينهم كإبرةٍ فضِيَّةٍ تحت عينِ الشَّمس . علمتُ أنَّهُ سَيَراني ، حتماً سَيَراني” .
لا تخنقها حدود و لا تحدها زوايا ولا مربعات، و لاتخضع حتى لسلطة النقاط و الفواصل .!
سمِّها شجاعة أو اندفاع أو ما شئت ، أما هي فتقرر ماتريد بيدها لا بيد الندوب و المواجع :
“نُدوبٌ جَفَّ لها قلبي فطحنتُهُ وأطعمتُه للطُّيور، وخبَزتُ قلباً آخر لا يحمل ذات الطّيبة ، كي لا يؤكَلَ مرّتين ” .!!
عبارة مجنونه أو عاقلة، قاسية ربما ،، هي لا تهتم إلا بالنتيجة “أن لا يؤكل قلبها مرتين” .!
…
لا تدع، لهذا الذي يقرأ، فرصة التوقع لما سيأتي ، لا بالحدس والتخمين و لا بوهم “الودع و قراءة الكف الفناجين و الكبايات”، و لا حتى “أناها الأخرى” التنبؤ بمشوارها القادم … فمهما تحدثتا – أو حتى تقاسمتا وسادة واحدة – فإن مفتاح التخاطر كان دائما بيدها هي .!!
“سِرتُ وَحدي وصَمتي و سُكوني نتبادَلُ أحاديثَ العُيون . تارةً نبتسِم وتارةً نعقد الحاجِبَين . كان ليلاً طويلاً طويلاااااااا” …
…
لا أحد يعرف، ولا حتى هي، أين تذهب بنا ؟. هل ستقلنا “عربة” ذوي الجلابيب الطويلة البيضاء، لترتفع بنا معها في الفضاء؟ أم تأخذنا إلى “العتمة”، حيث أمنها و سلامها بعيدا عن العيون ، فها هي تعدنا بالكثير من المفاجآت
# ( يحيي بانجيد – جدة – السعودية )