ميزان الزمان
  • الصفحة الرئيسية
  • امسيات
  • قصائد
  • شهرياد الكلام
  • ومضات وأدب وجيز
  • حكاية و قصة
  • مسرح
  • للمساهمة في النشر اتصل بنا
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
ميزان الزمان
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
 
د. فاروق شويخ يكتب للشاعر الراحل الياس لحود : ” اكتمال العصفور في نصّه الأرجوني “ 2025/06/03
” الحرب على الناموس ” من قصص الكاتبة مهى محمد جعفر 2025/06/02
” خذني إليك ” قصيدة للشاعرة  مجد سيطان العقباني من ديوانها ” هو الله”  2025/05/30
التالى
سابق

” عرائس مونبلييه ” مقالة اليوم للكاتب د. قصيّ الحسين من أجواء رحلته الفرنسية

” عرائس مونبلييه ” مقالة اليوم للكاتب د. قصيّ الحسين من أجواء رحلته الفرنسية
منصة: مقالة اليوم
04/02/2025

عرائس مونبلييه

باكرا جدا تستيقظ مونبلييه عرائسها، تماما مثلما تستيقظ جنائنها ودروبها وطيورها وساحاتها ومدارسها وجامعاتها. مونبلييه تغفو على الأمس الجميل الأخاذ في ليلها، وتستيقظ مع الشمس، حين تنهض من بحرها. تغسل وجهها بالندى وترطب شفتيها بالإقحوان وبشقائق النعمان وبالورد.

تقف في سابين، صباح كل يوم،الحافلات والقاطرات، آتية من مدريد وإشبيلية ولشبونة. ترى حسناوات الأندلس القريب يصب إليها، مثل نهر من الحسن، إعتاد أن يداوم على زياراتها. إعتاد أن يداوم على داراتها وجنباتها وساحاتها.

قوافل قوافل، وقطارات قطارت، تصب الحسن جما من الأبواب إلى مقاهي الأرصفة. حيث الشمس والأنسام والبلاطات التي تشتهي القلوب. وتشتهي معها طرق الكعوب وطرطقتها المموسقة.

تبرز عرائس مونبلييه للشمس في ساحاتها. في يدها جعبة الزينة ومرآتها. تستعير أناملها العشر من خيوط الشمس، تفتح الجفنين بالنور، علها ترى ما لم تر في حياتها. تجدد نفسها عند كل صباح، مثلما الغزالة، حين تنهض من كناسها.

عرائس مونبلييه، شلل من الزهر والورد. وأضاميم تتحلق حول الطاولات، ترتشف مع الصباحات كاسات الذهب والفضة. وتأخذ من الشهد أطباقها. تخضل المقاعد، حين ترمي عليها أثواب الزبرجد والعقيق والحجر الكريم. وتعطر الأجواء بأنفاسها. كل شجرة على ساقها، تتكئ على منكب عروس مونبلييه. تضع لها شال الحرير، وتنثر لها النجوم وحبات القلوب. فيصير اللسان يسغو بعذوبة الجدول المترقرق، وتطفو الأسماك على وجهه، ثم تراها تسبح في أثوابها.

صبايا في عمر الحسن، بجدائل من نجوم. وبثغور من ياقوت. وبقامات كأنابيب السنابل، غداة مطرة عابرة، سقتها، كما إيالة شمس في الغداة. صبايا من أزاهير وورود، تفتحن مع الفجر. إرتدين زينتهن وخرجن، لمواعدة شمس الظهيرة. ماذا تقول الحمامات التي إجتمعت على ركبتيها. جثت، مثل “زينة أوثمانية”، فوق قناطر السوق الطويلة في مونبلييه، من القصر المائي إلى قصر العدل، وبينهما ساحة الملك لويس الرابع عشر على جواده. يلكزه بمهمازه، حتى لا يتأخر علينا، ونحن في ساحة النصر والحرية.

جلست قبالة السلم الكهربائي صعودا وهبوطا، في سوق بوليغون. كان مقعدي من مقهى ستاربكس، يريني كيف يعلو الفؤاد. وكيف يهبط الفؤاد. وكنت أقيس سرعات القلب، على مقياس عرائس مونبلييه، الصاعدات والهابطات في عيني، على يدي. كيف تكون العرائس طاقات طاقات. ثم كيف تكون فرادى كنجيمات. كنت أريد أن أحل عقدة هذا اللغز الجميل، على السلم الصاعد بي والهابط بي أيضا، في ثنايا الروح، وفي ثواني البوح، حين مؤانسة العابرات بي، مثل حب يعبر سريعا سريعا، بالسلم الكهربائي.

كل الجميلات في مونبلييه، يحملن قلوبهن في سلال اليدين. في سلاسل معقودة على الأعناق والأرساغ، وفي سلاسل محلولة من شعور، ترف كما أسراب الحمائم على المنكبين.

كان الوقت يطول بي، وأنا أحصي أنفاسي، على وقع الخطوات، في الإقتراب والإبتعاد، من زرافة مقبلة. ومن غزالة تغادر بي، بعد أن نسيت نفسي.

جميع الأسواق والمطاعم والمقاهي والدروب والأرصفة، من نبات. هكذا هي رؤياي لبنات مونبلييه. حدائق وجنائن، من عرائس تغني للطيور. وكل النهارات، هي مغناتها. من قبل الشروق، حتى بعيد الغروب. ترى مونبلييه، مدينة المدارس والجامعات، من عهد طليطلة والأندلس. و حتى اليوم، لا تزال تسيل بها.

د. قصي الحسين
أستاذ في الجامعة اللبنانية.

المقال السابق

قصيدة للشاعرة التونسية سليمى السرايري من ديوانها الخامس ” قد تجيء مريم “

المقالة القادمة

الفنانة التشكيلية سونيا الرّضي في مقابلة ل ” اللواء ” : الفن التجريدي رحلة غامضة لمعرفة الذات

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انضموا إلى أصدقاء الموقع على فيسبوك :

ميزان الزمان

محتوى إعلاني:

ADVERTISEMENT

ذات صلةمقالات

د.قصيّ الحسين يكتب عن رحيل الياس لحود : شاعر الركاميّات وراهن الشعر وراهبه .
مقالة اليوم

د.قصيّ الحسين يكتب عن رحيل الياس لحود : شاعر الركاميّات وراهن الشعر وراهبه .

10/05/2025
” يلتفت لراحته ” مقالة اليوم للكاتب د. قصيّ الحسين
مقالة اليوم

” يلتفت لراحته ” مقالة اليوم للكاتب د. قصيّ الحسين

07/05/2025
د. قصيّ الحسين يقرأ كتاب مخطوطة الشيخ طربيه حول الأمير قرقماس الصادر حديثا عن دار ” فواصل” في بيروت
مقالة اليوم

د. قصيّ الحسين يقرأ كتاب مخطوطة الشيخ طربيه حول الأمير قرقماس الصادر حديثا عن دار ” فواصل” في بيروت

04/05/2025
” التعب والتثاؤب ” مقالة اليوم للكاتب د. قصيّ الحسين
مقالة اليوم

” التعب والتثاؤب ” مقالة اليوم للكاتب د. قصيّ الحسين

28/04/2025
د. قاسم قاسم كتابا :أ ركولوجيا الرسوم المتحركة! ( قراءة د. قصيّ الحسين )
مقالة اليوم

د. قاسم قاسم كتابا :أ ركولوجيا الرسوم المتحركة! ( قراءة د. قصيّ الحسين )

14/04/2025
د. قصيّ الحسين يكتب في ميلاد الشاعرة ميراي شحاده : متحف العطاء
مقالة اليوم

د. قصيّ الحسين يكتب في ميلاد الشاعرة ميراي شحاده : متحف العطاء

07/04/2025
المقالة القادمة
الفنانة التشكيلية سونيا الرّضي في مقابلة ل ” اللواء ” : الفن التجريدي رحلة غامضة لمعرفة الذات

الفنانة التشكيلية سونيا الرّضي في مقابلة ل " اللواء " : الفن التجريدي رحلة غامضة لمعرفة الذات

لا نتيجة
عرض جميع النتائج
  • الصفحة الرئيسية
  • امسيات
  • قصائد
  • شهرياد الكلام
  • ومضات وأدب وجيز
  • حكاية و قصة
  • مسرح
  • للمساهمة في النشر اتصل بنا