مشوار الكاتب د. قاسم قاسم اليوم مع ديوان ” من أعالي الواقع ” للشاعرة لجين الشمندي
-×-×-×-×-×-×-
كتب د. قاسم قاسم :
بعد قراءة نصوص -لجين الشمندي -في ديوانها- من أعالي الواقع- الصادر عن سلسلة منتدى شواطىء الادب- بشامون-٢٠٢٣
احببت ان أقيم معها حوارا مفترضا ،حول ما جاء في نصوصها.
س: لماذا نصوصك بلا جدوى؟
ج:تلك الحياة الأنثوية
تبحث عن معنى
في جوف متلبد
لكنه.. لا يمطر
س: ولكن في نصوصك معان من الدهشة
ج: هي دهشة اللحظة التي لا تتوقف
س: حسنا لنبدأ، ما هو تعريفك للشعر؟
ج: الشعر تقرير يومي إلى الله
وإعادة تعريف الأنا
وماهية الروح الغارقة في جسد
هو دهشة اللحظة التي لا تتوقف
س: لماذا نبتة الطيون أجهضت كل محاولاتك:
ج:لانني
أخشى جرعاتها الزائدة
أخشى على قلبي
س: سلامة قلبك،
من هم الذين حاولوا دفن الامل؟
ج: شجرة.. تغرد كل ورقة فيها إلى آخر الزمان
س: هل تحاولين المرواغة؟
ج: أنا لا اجيد كتابة الواقع
اخاف الوقوع
س: إلى اين تهربين إذا؟
ج: أراوحُ في مكاني
صامتة
فارغة
س: أراك على عجلة من امرك؟
ج: لانني
نسيت طهو الالم
فغفت الحروف حالمة
في شهد العسل
س:وما المعنى من وراء ذلك؟
ج: ذات لحن
تناسل المعنى
من رحم الوجود
س: يبدو ان القلق يلاحقك ما السبب؟
ج: بيوت الحقيقة..وحيدة
والطريق اليها
يبعث على القلق
س: حسنا من انت؟
ج: أنا المنحدرة إلى اللاوعي
…
اعتدت ان أحشو نفسي في وسادتي..
الشاعرة لجين الشمندي
س: لاحظت غربة الشاعرة في وجودها، اليس من حبيب يحضنك؟
ج: حبيبي سائل سام جدا
س: عجبا ،لجين.
لقد قسوتي عليه جدا
ج: لاحظت مدى قسوته
مدى غرابته
مدى.. اللاشيء فيه!!
رأيت كيف
يقف على قلبي كشاهدة
سجل فيها تاريخ انتحاري..
س: يبدو انك تودين الحبيب اكثر من محاولة تسميمه؟
ج- أسعى دوما للقيام بعمل ما…
عمل ما…
عمل ما.. أقوم به دائما
كي اثبت لنفسي انني امرأة صالحة..
س: : ألا تشعرين بالأمان بين جدران واقعك؟
ج: فمي ممتلئ بالشفقة على نفسي
وسلوكي المنحرف.. قصيدة لا تسمع
س: طالما لا تستطعين منع نفسك من الاحلام فلماذا لا تتصرفين بحرية؟
ج: أنا لا اعلم
لا اعلم شيئا
لا اريد شيئا
اخيرا … أنا حرة
س: كيف هي حريتك، وانت تبكين من الخيبات؟
ج:خيبة الوردة الحمراء
ليست حزنا على الفراق
بل ان تتشكل بيد باردة..
س: ألاحظ ان الاخر هو الالم؟
ج: في عمق المعمعة
والألم المتصاعد في روحي
تمنيت لو اعترفت جهارا
بشيء..
س:لماذا لا تسامحين؟
ج: أخشى ان لا افعل
س: وهل جنونك يمنعك؟
ج: نعم
مجنونة أنا!!!
أفكّر في حياة اخرى
س: حسنا من أنتما؟
ج: نحن… وكأننا مجموعة
تسير في جسد
وتهوي على الصبر..
س: وهل من خيانة بينكما؟
ج: تعلمنا الخيانة
عندما تخلينا عن الحب
فكل الحب الذي وزعته
جعلني مجموعة كالنار
وباردة كمكعبات ثلج في جارور العشق
س : لكن جنونك يظهر من حلمك
بان يحملك بين ذراعيه
وتحملين له مفاجأة
ج: ادخل اليك فجأة
من باب شرفتك التي لم اعرفها بعد
وافاجئك بثوب ابيض طويل
يظهر جمال جسدي
س: هل هو حلم ام أمنية؟
ج: كم هي جميلة
تلك الأمنيات الخارجة من المعقول..
س: اقرأ في نصوصك ارتباك في مشاعرك في نص تقولين عن الخيبة والخيانة وفي مكان أخر تتمنين العناق؟
مثلا:
هي فوضى مرتبة
تبحث عن جسدها
تحت ضوء الشمس لأجل عناق مطلق
ثم تذكرين
العناق
كلمة تمتلك أيادي كثيرة
والاعتراف بها خرافة مجدها الزائف
ثم
لم أعرف إلا الحب
وتعترفين انك
كنت عاجزة عن الوصول اليك
يا شاعرتنا
اخبرنني بصراحةعنك، عن هذه الروح الغريبة
ج: أنا يا صديقي
رقيقة
كورقة- تخاف صخب الريح
س: هل تسعين إلى الحرية؟
ج: فلا شيء يؤسس لسعادتي
بعد اليوم
إلا باستدلالي
لفكر الحرية
س: ما هو مسارك بعد ذلك؟
ج: اريد ان ارتوي
بهدوء من اشعة شمس داري
س: هل من حبيب مفترض؟
ج:وحبيبي المفترض
يشق طريقه ويشفي والقلوب
س: وهل الحب حقيقة ام كذبة؟
ج:تابعوا الاحلام ايها الاشقياء
تحت كنف… ما يسمى بكذبة الحب
س: هذا شعور غريب يا لجين
ج: هذا الشعور الغريب
يسيطر علي
يجعلني ارغب بالغرق
س: إلى الان لم اعرف ما هي مشكلتك؟
ج: مشكلتي مع هذا الشكل
الفارغ الموجود
س:هل لانك طاعنة في الهوى؟
ج:صدئة منذ الهرم
وطاعنة أنا في الهوى
سريري شاحب
س: كيف انت الان؟
ج: اصبحت كل شيء
يراودني الشك في كل شيء..
س:حكمتك واضحة في كلماتك
ادفن صوتك في الرمل
او علقه على الغيمات
ج: لانني طلبت الحكمة من الشمس
دون جدوى
س: ماذا ينتظرك؟
ينتظرني الماء
وحبات المطر
في نصوصها عبارات ملفتة
-هو تساقط الأوراق
عن غصن الوجع
نسيت طهو الالم
ايها الاخر
بيتي قريب
يحمل الطريق
يدي تؤلمني ترتبط بحائط
ما بال هذا السفق
يدور على النسيان
اعتدت ان أحشو نفسي في وسادتي
ورحل النوم
كرحيل نص قديم
الكرسي تجر افكارا عالقة
كنت اطوي الوقت
ونسيت كيف يتكدس
نسيت طهو الالم
وفي ديوانها نصوص تتناول موضوعات متنوعة.
مثلا أنا الدمشقية اللبنانية
أنا السوري وغير ذلك
لجين تكتب بدون تكلفة ،ترفع الكلام إلى مرتبة البوح ،بجرأة الشاعرة الواثقة من نفسها، نصها يحمل مفاتيح حياة امرأة ترغبل ذاتها دون رتوش .
الكاتب د.قاسم قاسم