خصّ رئيس منتدى ” لقاء ” الدكتور عماد يونس فغالي موقع ” ميزان الزمان ” بقراءة نقدية تحليلية لقصيدة للشاعر جهاد الزغير …وجاء في مقالته :
انكشافٌ نخبويّ!
(قراءة في قصيدة “أنا هو” للدكتور جهاد الزغير).
أنا هوَ
وَكانَ يُمَرِّغُ المَعْنى بِساقٍ
وَيَنْحِتُهُ انْزِياحًا فَوْقَ نَهْدِ
وَقَدْ يَتْلُوْ عَليهِ رُقى التّمَنّي
لِيُمْسِيَ شِعْرُهُ بُعْدًا لِبُعْدِ
هُوَ المَسْكونُ ظَنًّا كَيْفَ يَرْضى
بِأنْ يُخْفي الرِّضا ما كانَ يُبْدي
يُطارِدُ فِكْرَةً شَعَّتْ لِاُنْثى
كما ضِدٌّ يَشِعُّ بِجَفْنِ ضِدِّ
يَداهُ هُناكَ بَحْثًا عَنْ يَدَيْهِ
تَظُنّانِ الرُّؤَى… ما الظّنُّ يُجْدِي
وَكانَ إذا تَشَظّى الشَّوْقُ فيهِ
تَوَرَّدَ خَدُّهُ، فَاحْمَرَّ خَدِّي
أنا هُوَ، هَكَذا أَشْقى بِبَعْضي
وَأَعْرِفُ أنَّ كُلِّيَ لَيْسَ عِنْدِي
جهاد الزّغير
“هو المسكون…” تقولُ يا شاعرُ “ظنًّا”، وتُتبعها “وقد”. ربطٌ لسياقٍ واحدٍ، قصده اتّباعُ، قد الافتراضيّة ظنٌّ… ويكمل شاعرُنا الزغيرُ افتراضَه شخصين هو واحدُهما، ظنًّا… ويدفقُ عليهما تشخيصاته الثنائيّة:
” بُعدًا لبُعدِ…ضدًّا… ضدِّ… خدّه… خدّي…”
وفي تقدّم القصيدةِ تتوضّح صورةُ الشخصيّتين، لحبيبٍ ينشدُ حبيبه، في مدار الظنّ “ما الظنّ يُجدي؟”، ليرتقي، كمن انكشفت أمامه الرؤيا “أنا هو”. ليسا بعدُ شخصين، ولم يتوحّدا… ما أتته الرؤيا، الواحدُ بعضُ الآخر، وكلّه ليس عنده، بل في اكتمال!
قصيدةٌ في الفلسفة الوجوديّة الراقية، اعتمدت التصاعديّة الفكريّة، كأنْ في متنها انزياحٌ، لكنْ يخدمُ العلوَ الذي يؤتيكَ ارتياحًا انسيابيًّا، قلْ تمتّعًا بدهشةِ القفلة…
هي في تصنيفي شعرٌ نخبويٌّ، حبكته تطال ميثولوجيا العشق الإلهيّ، لتهتدي إلى تفتّقاتٍ الفكر الإنسانيّ البالغ الجماليّة القصوى..
شكرًا جهاد الزغير، لأنّكَ وضعتَنا في قلب ارتفاعاتكَ، وعبرتَ بنا على أجنحةٍ من ألق، فضاءاتِ ارتقاء!!
( الدكتور عماد يونس فغالي )
بكلامكما شاعرا وناقدا ارتقينا سلالم الكلمة بشعر ونثر زاحمه شقاقية شعور؛ من قد يراع تحوك الشعور على منوال فكر وأخرى مشرحة عمق المعاني بريشة ناقد يدفأ اليها فكر أجيال!!