أناي – الجزء 24
غُربَةٌ أم طَوقُ نور ؟ …
عادَت بيَ الذّاكِرةُ إلى ذاك الزّمَنِ الذي كُنتُ أفرح فيهِ لِفُستانٍ مُوَرَّدٍ يكشِفُ بعضَ بَعضي ، وأسعَدُ لِحِذاءٍ بِكَعبٍ عالٍ أتقصَّدُ إصدار الصَّوت فيه …
رأيتُ ملامِحي قد تغيَّرَت . كُنتُ فتاةً في رَيعانِ الشّباب لم تعصُرني الحياةُ بعد ولم أكُن أعلم عن الدُّنيا إلا النّزر اليَسير …
ذلك عندما رأيتُها جالسَةً مع صديقاتي والابتسامة ترتسِمُ على شفتيها الوَرديّتَين …
كانت عيناها تلمعانِ بفرَحٍ لم أفهم له مُبَرِّراً.. لكنّني لم أكترِث ، ولم أجزع …
ما الضَّير في تركِ بعضِ المسافةِ لها ؟ ثمَّ دوّى صوتُ ضِحكتِها فأعادَني إلى الواقِع …
كانت تُقهقِهُ بانفِعالٍ زائدٍ وكنَّ يُغطّينَ وُجوهِهِنّ وحُمرةُ الخجلِ بادِيةٌ عليهِنّ ..
لم أجرؤ على الاقتِراب ، فأنا الأعلم بها وبِرَدَّ فِعلِها كيفَ يُمكِنُ أن يكون …
ولكن ضاق صدري واسوَدَّت آفاقي وشعرتُ بضعفٍ شديدٍ أعادني إلى الفِراش من جديد ، في غُربَةٍ داخل ذاتي …
لم أتمالك أن أمسح دمعتين حارّتين سرَتا على وجنَتَيّ .. يا الله ، إنَّها أيّامٌ صعبةٌ و كلمةُ صعبةٍ ، ضعيفةٌ و ركيكَةٌ بوصف ما أمُرُّ به ..
هي أيامٌ مريرَةٌ قاتِمة …
هل أنا فعلاً مريضة ؟ هل تخلّيتُ عن كلِّ شيء ؟ هل انتهت أحلامي ؟ هل أنتظر النهاية بِهُدوء المُسِنّين ؟ ماذا يجري ؟
أيُّ عُنوانٍ يستَطيعُ أن يُنقِذَ شهقة ميلادي ؟
لطالَما كنتُ مَتماسِكَة ، لا يثني أغصاني شيء ولا تَلوي جِذعي أعتى الرِّياح …
بِتُّ كئيبَةً أمشي بِحَذَرٍ ، أعدُّ خطَواتي ، أُراجِع كلِماتي مِراراً قبل أن أنطُقَ بها . صرتُ أتلعثمُ كمن يتعلّم الكلام حديثاً …
ماذا فعَلْتِ بي ؟ أين أخطأتُ وتركتُكِ تتمكّنينَ مِنّي ؟ كيف السّبيلُ إليَّ ؟ أريد استِرجاعي …
أتظاهر بالسّكينة والهُدوء وأن كلَّ شيءٍ على ما يُرام ولكنّ من ينظر في أعماقي يعلم كم أنا تعيسةٌ ومُمَزّقةٌ بين جَزعٍ على نفسي و خَوفٍ على يائي من التّشتُّتِ والضَّياع …
لقد خرَجتِ عن كلّ ما هو مألوف أو مسموح ، وتخطَّيتِ حدوداً لم يخطر ببالي يوماً أن أتخطّاها …
أنتِ تعانينَ من النّور أكثر من العتمة ، وما من سبيلٍ لإنقاذكِ أو لكسرِ طوقِ النّورِ الذي وجَدتِ نفسكِ أسيرة له سِوى معجزة ما ..
نعم .. طَوق النّور …
ذاك الذي لم تنعمي به طوال وُجودِكِ … لقد فُتِحَت لكِ كلّ النّوافذ على مِصراعَيها فرُحتِ تنهَلينَ من كلِّ ما تشتهينَهُ ، أو ظنَنتِ كذلك ، دون حسيبٍ أو رقيب …
ذنبي ربّما أنني قد فرشتُ لكِ السّرير ورداً ، وأهدَيتُكِ السّعادة بالرّغم من أنّكِ أرغَمَتني كثيراً على المرارةِ والبُكاء …
خَوفي أن تبدأي السّردَ بعد أن تسلّلَتِ إلى ذَواتي كلّها وكأنّني بكِ بِتِّ لا تخشَينَ المَوت ، وكأنّي بكِ قد أجَزتِ لنفسِكِ النّهاية ….
( جمانة السبلاني )
شكرا لك مبدعتنا أبدعت واقتنعت وارتوينا من معاني حروفك
كم أنت راقٍ صديقي الأستاذ هاني داوود ، باقات شكر …
من بعض روعتكم وجمال حروفكم صديقي الأديب الكبير هاني داوود …
باقات ورد 🌼🌼🌼
دمت.ِ للكلمه الجميله والمعبره منبراً وابداعاً
باقات ورد وأجمل التحيات لك عزيزي سامر للقراءة الجميلة 🌼🌼🌼
راااااائعة جدا يامبدعتنا الراقية
رائعة بكل المقاييس ..
دمت مبدعة .
الروعة في حضوركم صديقي الكريم قاسم شعيوط …
باقات ورد وكل الشكر لمروركم الكريم 🌼🌼🌼
ولجت دار جمال لك التحيه
باقات شكر من القلب 🌺
سجينة النور…لأن حرف آلق من حبر النور…دعيها تقهقه فلضحكاتها صدىً عابرٌ للزمان..يصل الماضي الآفلِ بالحاضر الموغل في الواقعية…
نص جميل كشجرةٍ وارفة تفيّأتها وطاب لي المقام…وأمتعتني حروفك المغردات وبتّ أسير محبرةٍ تحترف اصطياد الطيور المهاجرة.
صديقي شاهق الحرف الأستاذ زياد عقيقي ، باقات شكر و وِدّ لحضورك البهِيّ 🌺🌺🌺
رووووعاتك أميرة المشاعر
الصديقي خالد العطار ، ألف ألف شكر لك للحضور الراقي 🌺🌺