مغامرة غير عادية حدثت مع فلاديمير ماياكوفسكي في الكوخ الصيفي قرية بوشكينو ضواحي موسكو-
ترجمها عن الروسية : محمد الأمين
**** **** ****
في مئة وأربعين شمساً
كان الغروب ملتهباً.
في يوليو تدحرج الصيف،
كان حاراً،
طغت الحرارة- كان هذا في الكوخ الصيفي
هضبة بوشكينو تحدّيت.
جبل قرشي، وفي اسفل الجبال ،-
كانت هناك قرية ،
ألتوى السقف من اللحاء.
وخلف القرية- حفرة
وفي تلك الحفرة ،
على الأرجح كانت الشمس تغيب هناك
في كل مرة.
ببطء وثبات
وغداً سيغمر العالم الطوفان مجدداً.
استيقظت الشمس متوهجة .
ويوماً بعد يوم
بشكل رهيب تغصبني.
هذا ما حصل.
ومرة بعد أن استشط غيظاً
لأن كل شيء تلاشى خوفاً
صرخت في وجه الشمس:
“إنزلي! يكفي تسكعاً في الجحيم!”
ثابرت بصراخي في وجه الشمس:
“أنت طفيلية مترنحة بين الغيوم،
وهنا- لا نعرف شتاء ولا سنوات،
إجلس وأرسم الملصقات!”.
انا صرخت في وجه الشمس:
“إنتظري! إسمعي، أيتها الجبهة الذهبية،
أفضل من أن تأتي بلا فائدة
إذهبي الى الشاي!”_
ماذا فعلت!
أنا مت!
الى عندي كانت زيارتها
هي نفسها تنشر خطوات الأشعة،
تمشي الشمس في الحقل .
لا أريد أن أُظهر الخوف-
والتراجع الى الخلف.
فعلاً عيناها في الحديقة
هي تمر بالفعل عبر الحديقة
في النوافذ
على الأبواب
تدخل في الثقوب،
سقطت كتلة الشمس
هبطت،
اخذت نفساً عميقاً
تكلمت بصوت جهوري:
سأسحب النار الى الخلف لأول مرة
منذ بدء الخلق.
انت ناديتني؟
حضّر الشاي،
حضر الشاعر،
والمربى!”
دمعة من عيني-
دفعت الحرارة الى الجنون.
وانا قلت لها عند السماور:
” حسناً، إجلسي ايتها النجم!”.
ركبني الشيطان ،لتجرئي
على الصياح في وجهها-
مشوش ، جلست على حافة المقعد.
أخاف – ان أكون قد اسأت التصرف.”
ولكن شعاع غريب من الشمس تدفق،-
ودرجة النسيان
وانا جالس أحدث النجم
تدريجياً
عن ذلك
وعن هذا أتحدث
شيء عالق ” روستا”(1)،
والشمس:
“حسناً ، لا تغضبي
خذي الأمور ببساطة!
وانا هل تعتقد سهل
علي الإنارة
تعال جربها!
ها أنت تسير، بدأت بالمشي
عليك ان تمشي – وتنير في آن واحد!”.
تحدثنا هكذا حتى حلول الليل-
حتى الليلة السابقة، ما هذه العتمة هنا؟
تلاءَمنا ورفعنا الكلفة بيني وبينها.
وبسرعة لا تذيبي الصداقة
ربتّ على كتفها.
والشمس ايضا قالت:
“انت ، انا ، نحن ، رفيقنا إثنان!
لنذهب ايها الشاعر، نرى
نغني
للناس في الأسمال الرمادية البالية
انا سوف أبدو كشمس بما لدي، وانت بشعرك”.
للجدار الظلال
أكثر ليلية من سجن
تحت شمس مثل جفت(1) وقع،
القصائد والأضواء إجلس أينما كان !
اذا ما تعب
وأراد الليل أن يقطع
حلم غبي.
فجأة- أنا أنير بكل قوتي-
ومجدداً اليوم يرن،
ينير في كل مكان
حتى اخر قاع الأيام
ينير- لا مسامير!
ها هو شعاري مع الشمس.
**** *
1-روستا هو اتحاد التلغراف الذي انبثقت منه وكالة تاس لاحقاً.
2-جفت-هنا الشاعر يقصد مثل سلاح ذي ماسورتين.
المترجم اللبناني محمد الأمين