قصيدة وتعليق
جرح وراء الستار
لمَ يعلمون وأنت لا …لا تعلم؟
لم رغم يأسي منك لا أستسلم؟
ونذرت صدري للعناق ولم أكن
أدري بأن ضلوع صدرك أسهم
شريفة الراشد: سوناتا الملح
جراح الحبر
جرح وراء الستار..قصيدة للشاعرة شريفة الراشد، ضمن ديوانها سوناتا الملح. قصيدة، بل رسالة عتاب ترسلها الشاعرة على صفحات القلب إلى من لا يعلم ما بها من لواعج الشوق، وأمواج الغرق.
جرح عميق رش عليه الدهر الملح فازداد إيلاما.والمؤلم أكثر أن مسبب الألم لا يدري بما اقترفت يداه. وقد يكون في ادعائه الجهل تجاهل أصاب منها مقتلا؛ إذ كيف لا يعلم ما بها والكل يعلمون؟
وكأن الشاعرة تغفر له تجاهله، وتسامحه، لأنها لا تستسلم لقدرها ، على الرغم من يأسها والإحباط. تغفر له ولا تدري سبب ذلك. ألعله الحب، أم الإدمان، أم هو الإيمان بما يفوق قدرة الإنسان، أو سيف الهوى المسنون؟
ضمائر ثلاثة تتلاقى في عرين البوح: “هم” لجمع الغائب الحاضر في أقلام السؤال. “وأنت” في انفصاله والاستتار. هو منفصل عن الواقع، ومستتر خؤون. أما الضمير الثالث فهو الأنا /الشاعرة في يأسها الشاسع الممزوج بالأمل.
عودة إلى عنوان الديوان تصبح سوناتا الملح معزوفة غضب الإله، يحول الموسيقى/الشعر إلى أعمدة من ملح تهزأ بالخلود، وترهص بالفناء.
والملح في مسرحية التكوين بلسم للجراح، في كوكبة الصباح. هي المسرحية الكبرى، في فصول ثنائية الحضور والغياب.
والستار قد يكون حجابا بين الشاعرة والقراء، تخفي وراءه جراح الألم. وقد يكون ابتسامة القناع/ اليراع/الضباب.
وقد يكون الستار قصيدة حب تختفي في سطورها العنقاء ذات الرماد المنتقم..
سلام لشاعر تفطر قلبه من طعن السهام فباحت روحه بالكلم:
فصرْتُ إذا أصابتني سِهامٌ
تكسّرتِ النِّصالُ على النِّصالِ
هي السهام نفسها بين المتنبي والراشد. ولكن السهام التي أصابت الراشد أكثر إيلاما لأنها صنعت من ضلوع الحبيب حيث جرح القلب لا يلتئم.
أشد ما يؤلم الشاعرة أن الحبيب يبادل عناقها بطعنات النبال، يصيب بها القلب مقتلا ولا يبالي.
وظلم ذوي القربى…في البعد والقرب ينتقم.
شريفة الراشد، أيتها الفارسة العربية، وفاؤك أخرسه الحقد والجفاء والغدر، ممن به صمم.
وحبك المطعون بالريح والراح لا يفارقه الشمم.
قلبك قلب أنثى عربية تحلم باللآلئ،
حبك الموج والسراب والجرح يفيض من صميم قلبك إلى القارئ،
وتنفطر مرايا الشوق، والتوق، في عمق السؤال.
سلام لك يرسله قلبي الغريب…وكل غريب للغريب نسيب. فاليوم أهداك جرحا وغدا تبنين من الجراح صرحا إن كان في الحب فداء فسقيا له ومرحى.
شريفة الفؤاد، لك الوداد ما غنى المداد، وذاب في الأكباد شرحا.
*سمر الخوري*