باقة من قصائد الشاعر الروسي فلاديمير ماياكوفسكي
ترجمها من الروسية إلى العربية محمد الأمين
-×-×-×-×-
– ليليتشكا – (1)
بدلا من الخطاب
دخان التبغ أكل الهواء.
غرفة- اساسية لجهنم كروتشينيخ(2)
تذكري – خلف هذه النافذة
لأول مرة ،بشغف لمست يديك.
اليوم تجلسين هنا بقلب من حديد.
يوم آخر- تُطردين، يمكن ان تشتمي.
في البهو الموحل لا يمكن المرور لفترة طويلة.
ترتجف اليد المكسورة في الكم .
افر، وأرمي الجثة في الشارع
بتوحش، جن ، وبيأس عاقب نفسه.
لا حاجة لذلك
عزيزتي الطيبة , دعينا نتسامح الآن.
لا يهم يا حبيبتي – وطأة الحمل الثقيل ،
يقع على عاتقك،
أينما فررتِ.
دعيني في الصرخة الأخيرة
أجهش في البكاء
مرارة شكاوي المظلومين.
اذا الثور بصعوبة يُقتل-
يذهب ليستلقي في الماء البارد.
غير حبك ، ليس لدي بحر
وبحبكِ ، نبكي ، لا تلتمسين الراحة.
يريد الراحة الفيل المرهق-
بهيبة قيصرية
يستلقي على الرمال الملتهبة.
غير حبك، ليس لدي شمس.
وأنا لا أعرف أين أنتِ ومع من.
اذا ما كان الأمر كذلك،
فقد عذبتِ الشاعر
هو أستبدل حبك بالمال والشهرة
وانا لا يوجد رنين صوت يفرحني،
سوى رنين اسمك العزيز.
وأنا لن ألقي بنفسي عن الجسر ،
ولن اشرب السم ،
ولن استطيع أن اضغط على الزناد فوق الصدغ.
لا سلطة عليّ الا نظراتك
شفرات حادة لأكثر من سكين.
غداً تنسين
من توجك
من أشعل الروح المزهَّرة بالحب،
وأيام اللهو يطغى عليها الكرنفال.
تجعلكين صفحات كتبي ..
هل كلماتي ، أوراق يابسة.
تجبر على التوقف عن التنفس بشراهة؟
أعطي أقله الرقة الأخيرة
تغطي على خطواتك المغادرة.
***
-1ليليتشكا هو اسم الدلع لليلي وهي حبيبة الشاعر ليلي برك
2-جهنم كروتشينيخ – كروتشينيخ هو احد شعراء المستقبلية الروس واحد اهم قصائده “لعبة جهنم”.
-×-×-×-×-×-×
الشاعر الروسي فلاديمير ماياكوفسكي
– لكم –
****
لكم يا من تعيشون حياة
عربدة بعربدة
لديكم صونا ، وخزانة دافئة
عار عليكم
أتعلمون
بالحاصل على وسام غيورغي(1)
من قرأهُ في أعمدة الصحف؟!
هل تعلمون
كثرٌ ممن بلا موهبة
يفكرون كيف يمكنهم السكر أفضل
يمكن في هذه اللحظة
قنبلة تقطع رجليّ الملازم بتروف..؟!
اذا ما أنزل الى المعركة
وفجأة شاهد جريحاً ،
تماماً كتلطخ شفاهكم من قطع اللحم
بشهوة تغنون سفريانين! (2)
هل لكم ، يا محبي النساء والأطباق
أعطيت الحياة!
أفضل أن أكون عاهرة في بار ،
أقدم شراب الأناناس.
***
1- وسام غيورغي للجرحى2–سفريانين شاعر روسي مشهور بأغانيه الرومانسية.
***
فلاديمير ماياكوفسكي
***
– إسمعوا ! –
إسمعوا!
بما أن النجوم مضيئة،
أيعني- أنّ أحداً ما بحاجة لذلك؟
أيعني- أنّ أحدا ما يريدها أن تكون؟
أيعني‐ أنّ أحدا ما يسمي هذا البصاق لآلىء؟
ومندفعاً وسط عواصف من غبار الظهيرة، ينطلق الى الله
يخاف أنْ يكون قد تأخر، يبكي،
يقبل يده المليئة بالحيوية،
يطلب – انه من الضروري أن يكون هناك نجمة !
يقسم – انه لن يتحمل عذاب عالم بلا نجوم !
وثم يمضي قلقاً،
لكن بهدوءٍ خارجي
يقول لأحد ما:
“الآن ليس لديك؟
ما تخافه؟ أليس كذلك؟!”
اسمعوا!
بما انّ النجوم مضيئة،
أيعني – أنّ أحدا ما بحاجة لذلك؟
أيعني من الضروري ، بحيث كل مساء ، فوق أسطح المنازل
إضاءة نجمة واحدة على الأقل؟!.
***
فلاديمير ماياكوفسكي ( ترجمة محمد الأمبن عن الروسية )
×××
Владимир Маяковский
” محادثة مع الرفيق لينين “
كومة من الأعمال
ظاهرة إضطراب.
لقد مضى اليوم
أعتمت تدريجياً .
إثنان في غرفة
أنا ولينين- صورة على حائط أبيض
فم مفتوح في كلام متوتر
شاربان خشنان
يرتفعان نحو الأعلى،
في ثنايا الجبهة
البشرية مضغوطة،
في الجبهة الضخمة ، فكرة عظيمة،
لابد وأن تحته الآلاف يمرون…
غابة من الأعلام…
عشب اليد…
نهضت عن الكرسي
مضاء بفرح ، أريد أن أذهب للترحيب.
وتلاوة التقرير!
“ايها الرفيق لينين، انا أبلغكم من خارج الخدمة
بل بمبادرة من الروح
رفيق لينين
عمل جهنمي
يجب ان ينجز
ومنها ما تم عمله ،
نضيء،
نلبس ، الفقراء والعراة،
مزيد من إستخراج الفحم والخام…
وبجانب كل ذلك،
بالطبع هناك الكثير
الكثير من الكلام الفارغ والهراء
اذا ما تعبت من القتال والعض
مرة أخرى
بدونك الكثير ممن أسقط في يدهم
الكثير من مختلف الأوغاد
يسيرون على أرضنا وحولنا.
ليس لهم عدد
ولا ألقاب
لفة كاملة من أنماط
تتطاول
كولاك(1)
مخربون ،
متملقون،
طائفيون،
سكارى.-
قفص
يمشون متفاخرين، بصدر منتفخ
تماماً مع أقلام
وأوسمة على الصدر
حتماً نحن سنهزمهم جميعاً
ولكن صعب للغاية هزيمتهم جميعاً.
رفيق لينين
من خلال المصانع المدخنة،
عبر الأراضي المغطاة بالثلج
ونحصد لك.
رفيق
بقلب،
وبآسم،
نفكر ،
نتنفس،
نقاتل
ونعيش…!
كومة من الأعمال
ظاهرة إضراب
لقد مضى اليوم
أعتمت تدريجياً
إثنان في غرفة
أنا ولينين-
صورة على حائط أبيض.
***
1-كولاك هو الأقطاعي
***
فلاديمير ماياكوفسكي ( ترجمة محمد الأمبن عن الروسية )
***
فلاديمير ماياكوفسكي ( Mayakovsky)
“عن جوهر الحب ”
رسالة الى الرفيق كوستروف(1) من باريس
عن جوهر الحب-
أعذرني يا رفيق كوستروف
مما هو متجذر على وسع الروح
بأنّ جزءاً عن باريس
مما ارسلت ما هو إلا مقاطع من الشعر
انا أبّذر.
تصور : تدخل جميلة الى القاعة
في الفراء المطرز بالخرز.
انا ذهبت الى تلك الجميلة وقلت
أصائب ما قلت او غير صائب؟
أنا رفيق من روسيا مشهور في بلدي ،
لقد رأيت فتياتٍ أجمل،
أرأيت فتيات قدها أجمل، و
فتيات معشوقات من الشعراء .
– فأنا ذكي ، وصاخب
بصدقي أتكلم والأسنان وحدها تسمع
لا تعتبري تفاهة
تعاطفي مع المارين أزواجاً.
أنا مجروح للأبد بالحب-
الحب، أبحفل زفاف يقاس ؟
كرهتني- أبحرت بعيداً
رفيق ، في المقاييس العليا
أبصق على القباب،
إذن ادخل في التفاصيل،
وأترك النكات
بالنسبة لي ايتها الجميلة
عمري ليس عشرين- ثلاثون…وبعض الشيء
الحب
لا يغلي أفضل،
من يحرق الفحم ،
بل من يقف أمام الجبل بصدره
فوق شعره – غابة.
أنت تكون محباً – هذا يعني
أن تركض حتى عمق الفناء
في ليل الغربان
تلمع الفأس وهي تقطع الأخشاب
دون أحساس بأنك بحاجة لتسخِّر
كل قوتك
لتكون محباً – يجب على الشراشف أن تتمزق
من الأرق
تندفع لتغار من كوبرنيكوس،
منه وليس من زوج ماريا أيفانا ،
واعتبره منافسك .
لنا الحب ليس جنة تظللنا.
لنا الحب يصرخ
إنّ القلب انطلق للعمل مجدداً
في المحرك المتوقف عن العمل .
أنت قطعت الخيوط مع موسكو
السنوات – مسافة
كيف لي أن اشرح لكم هذا الوضع؟
نار على الأرض – حتى السماء…
في السماء الزرقاء…
نجوم – لا تحصى
لو لم أكن شاعراً
سأكون منجماَ.
أرفع حجم الضوضاء،
العربات تتحرك،
أنا أمشي
أكتب الشعر في دفتر الملاحظات.
يسرع بشكل آلي في الشارع،
ولا يقع على الأرض .
يفهم الأذكياء:
الأنسان – في النشوة ، مجموعة للرؤى والأفكار
مملوءٌ حتى الحافة
عندها حتى للدببة ، سوف تنمو أجنحة.
عندها في مطعم رخيص ،
عندما تغلي من البلعوم حتى النجوم
ترتفع الكلمة
كمذّنب مولود ذهبي .
ذنب يمتد حتى ثلث السماء،
يلمع ويحترق ريشه
حيث أنّ عاشقين ينظران الى النجوم،
من مكان لقائهما الأرجواني
لترفع وتقود و تومىء
للذين ضعف نظرهم،
لأجل أن يقطع الأعداء رؤوسهم عن الأكتاف
بحد سيف ساطع
يضرب نفسه حتى الضربة الأخيرة على الصدر ،
مثل كأنه في موعد.
أتوقف، أستمع:
الحب يصرخ-
بشرية،
بسيطة،
إعصار ،
نار،
ماء،
تتحول إلى هائجة،
من يمكنه أن يتصدى؟
أيمكنك؟
حاول.
***
1-كوستروف- هو تراس كوستروف رئيس تحرير
كمسمولسكايا برافدا و ملادايا غفاردي الذي ارسل
ماياكوفسكي كمراسل صحفي الى باريس وبدل ان يرسل تقرير صحفي ارسل بعد شهرين هذه القصيدة.
***
فلاديمير ماياكوفسكي ( ترجمة محمد الأمبن عن الروسية )
الشاعر الروسي Mayakivsky
نبذة عن الشاعر الروسي فلاديمير ماياكوفسكي:
فلاديمير فلاديميريوفيتش ماياكوفسكي
(بالروسية: Владимир Маяковский)
(19 يوليو 1893-14 أبريل 1930)،
كاتب وشاعر روسي ولد في بلدة بغدادي، في جورجيا، وهي البلدة التي سميت باسمه فيما بعد.
والده روسي من أصول تتريه، وأمه من أصول أوكرانية، أتقن اللغتين الجورجية (بحكم الدراسة)، والروسية الأصلية (بحكم العائلة)، انتقل مع أمه وأختيه إلى العاصمة موسكو عام 1906، بعد وفاة والده، وفصل من الدراسة عام 1908 لصعوبة تدبر مصاريف تعليمه. ولكنه التحق فيما بعد بكلية الفنون الجميلة عام 1911.
تعرف في موسكو على الفكر الماركسي، وشارك في نشاطات حزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي، بالرغم من صغر سنه، حيث كان يبلغ من العمر 15 عاماً. كتب العديد من المسرحيات والقصائد من أهمها قصيدة “غيمة في سروال”، التي سماها بذلك الاسم بعد اعتراض الرقابة على الاسم الأصلي لها، وهو (الحواري الثالث عشر).
انتحر ماياكوفسكي في 14 أبريل عام 1930 بعد فشله في حياته العاطفية، وعدم تحقيق الثورة لطموحاته .
(حقوق الترجمة عن الروسية محفوظة للمترجم محمد الأمين )