بيروتُ، مَعْلمٌ لإنسان!
قد لا يحتاج المرء الكثير ليُدركَ كم أنتِ عاشقة منى. ولا يخفى على أحدٍ أنّ عشقَكِ منحازٌ إلى الإنسان، في تطلّعٍ من هُيام إلى إنسانيّةٍ، جديرٌ الاعتراف كم تنضحين بها!!
هذا ليسَ إطراءً، هو نزفُ كتابكِ النابضِ حبًّا “بيروت أغنيةُ السلام”. ما فعلَ انفجار الرابع من آب ٢٠٢٠ في بيروت، يُظَنّ توجيهَ الإصبع إلى مدينتنا كتاباتٍ وتغنّيات، لأجل تداعياته.
من يتوغّلْ بوحَ سطوركِ، يتبيّنْ عمقَ الحبّ الذي يكنّه لبيروتَ، كيانًا حيًّا يتخطّاها عاصمةً أو مكانًا جغرافيًّا، إلى معْلمٍ إنسانيّ، مسكونٍ بكِ!
“بيروت أغنيةُ السلام”. عنوانٌ يروح بالقارئ إلى أوركسترا تعزفُ سمفونيّةَ حلمٍ عابرٍ كلّ حدود. بيروتُ يا أغنيةَ السلام، في رؤياكِ منى، “لأنّها ستبقى العروسَ الساحرة الساهرة”. هي وحيٌ جماليٌّ صِرف. تنشدينها لا شعرًا بكلمات، بل خفقًا من قلبٍ هكذا متيّمٌ بها، يصبو إلى تنعُّمٍ بسلامها…
كتابٌ صغيرٌ، مختلفٌ فيه الشكلُ، يجذبُ لاقتناء. في طيّاته أنشوداتٌ حبٌّ لسانُها… قرأتُها بصوتكِ الأنوثيّ الهاتفِ امرأةً وحقًّا… على الصفحاتِ تتلين قصائدَ عبادةٍ أقول، دعاها الأدبُ ومضات. وهي من نور تومضُ، تُشعُّ فيضَ أنتِ في نقاء! هذا كلّه لأنّكِ لا تؤمنين “بموتٍ ما دام نبضُ القلم يخفق عبر الزمن… علّها (النصوص) تبوح باليسير ممّا يعتريني…”.
حلا لكِ في طقوسيّتكِ النصيّة أن تضمّنيها ترجماتِ نصوصٍ أتتها أيادٍ صديقة إلى لغاتٍ أجنبيّة، وقراءةً نقديّة أغنيتِها بتقديرِكِ، فتلوّنَ السياقُ بذائقةِ المنى…
يروق لي أن أقتاتَ من نتاجكِ هذا نقدةً في كلّ عودةٍ إليّ، فأغتذي. هل أمدحُه إنْ قلتُ فيه كتابُ الغذاء؟ لكأنّ ومضاتِه حبّاتُ فيتامينٍ تقوّي فينا بعضَ الوهنِ يطعننا…
بيروتُ أغنيةٌ لسلامِ قلوبِنا، تأليف منى مشون ونبضها. أمّا الأداء فلكلّ من ينعمُ باغتذاء!
لنقتربْ منّا أكثر
لنسمحْ لأحلامنا
باللّومِ بالعتابِ بالكلام
لنتركْ لقلبينا السّلام
لنتجاوزَ أشواكَ أنانيّتنا
لنعبُرَ نفقَ هويتنا
عسى إلاهُنا يدنو منّا
فنرتاحُ كِلانا ونهدأ .
* * *
في غيابِكَ أستنجدُ ببريقِ عينيكَ …
وانا على شفيرِ الانتظار .
* * *
وطني أُفتّشُ عنكَ لا أراكَ …
إلّا في قلبي .
* * *
ماذا دهاكَ ؟
كالبحرِ تغضبُ !
وحيرتي منذُ زمنٍ
تبحثُ لها عن مرفأ .