صدر عن منتدى شاعر الكورة الخضراء حكايات ” أناي ” للكاتبة جمانة السبلاني في 112 صفحة من الحجم الوسط وتضمن 41 حكاية من السيرة التي تخاطب الأنا وذاتها في نمط أدبي مثير ومشوّق .
وتوقِّع المؤلفة جمانة السبلاني كتابها خلال فعاليات معرض بيروت للكتاب العربي والدولي ( 63 ) يوم الثلاثاء المقبل في 8 نيسان ( بين الثالثة والثامنة مساء ) في جناح منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة ( القسم A : 28 )
تضمن الكتاب كلمة الناشر لرئيسة منتدى شاعر الكورة الخضراء الشاعرة ميراي شحاده حداد جاء فيها :
كلمة الناشر :
بقلم : ميراي شحاده
“أناي”…إنّه وجع العبور من الأنى إلى الكلّية الفائقة حيث يضوع شذا الحبّ في هذا الكون ويسمو به الإنسان في إشعاع روحيّ ساحر شفّاف.
في شذرات بوحها الشريد، تحمل جمانة السبلاني مصباح ديوجين قلقةً في بحثها عن الحقيقة، عن الذات وعن تشييد أهراءات الحبّ وتوقها إلى الامتلاء به.
من مخاضها الأوّل لولادة أخيرة، إلى موت بين السطور لولادات جديدة، هكذا تضافرت عناوين نصوصها كالجمان في رسائل إبداعيّة، وحّدت فيها الكاتبة جدليّة الثنائيّات وعبق الوجدانيّات في باقة من شميم فكرها التأمّليّ. هنا نضحت أناها بما اختزنته من أتراح وأضغاث أفراح وأحلام… من عتبات صفحاتها، تلامس أيّها القارئ نزف قلبها وما أورقه من غربة وأرق عن ذاتها، وكم في متاهات السكون والظنون نتشابه معك ونلتقي مع “أناي” لجمانة!
طوفان من الرؤيا يتوق لوهج الشمس، للنّور الأزليّ، هكذا قرأتك يا جمانة…
كي تترمّم “أناي” في مرايا الوجود، سيستمرّ قلمك يدوّي في مجامر الحبر ومقالع الضوء؛ وحده الصراخ واعترافات الندوب تجعلنا كأرخميدس نطفو فوق أمواج المستحيل وآفاق الخيال ونكتب فيزياء الخلود!
مبارك باكورتك الخضراء من منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء!
كلمة تقديم الكتاب
كتب رئيس تحرير موقع ” ميزان الزمان ” يوسف رقة كلمة في تقديم الكتاب , ومما جاء في كلمته :
حكاية ” أناي ” للكاتبة جمانة السبلاني قد تحدث جدلا في أوساط علماء تحليل الشخصيات الانسانية , هي تتلاقى مع الكثيرين وتتضارب معهم في آن .. تكشف الزيف والوهم الذي ينتاب الحياة البشرية وترتديه في آن واحد دون سبب فلسفي يجعل الأنا الواحدة تذوب في الصراع .. إنها أسئلة عميقة من الصعب الإجابة عنها …
حكاية جدل دفعت بالكاتبة في الاسطر الأخيرة إلى الاستسلام : ” أناي , لقد تخطيتني حتى صرت أناه , أناها , أناهم , أنا الجميع .. إلا أنا”
مع نصوص ” أناي ” نكتشف اننا أمام كاتبة تنتمي إلى أدب السّرد بنمط جديد ينتمي إليها وحدها في لغة صاغتها بمتانة مليئة بالمغازي والمعاني الإنسانية العميقة ..
نقرأ سلسلة ” أناي ” مرات عديدة , ثم نعود لقراءتها من جديد ..وفي كل مرة تهتزُّ مشاعرنا ونكتشف أننا أمام نص جديد من نوعه في العالم الأدبي وفي عالم السرد وربما في عالم السيرة .
إنها حكاية تعيش أحلامها وتطرح السؤال الكبير في وجودنا : كم هو متعب أن نكون ” نحن ” و نحتاج لشيء “لا نعرفه ” .. وكم هو ” مرهق” أن نحيا بشغف لا يمكن مواجهته إلا ب “الانتظار ” ..
هنا أحد النصوص من حكايات ” أناي ”
( ظِلّ …)
سأتحدث بأسلوبكِ المُعتاد ، لكنّني لن أُخفي شيئاً من الصّعب معرفته . لن ألعَنَ نَفسي ، فاللعنة واقعةٌ واقعة …
نحن امرأة واحدة ، لكنك أكثر جمالاً مني . أعيش في ظلِّك . أقبل بالقليل وببعض الفُتات …
تتكلمين بحرية ، تصولين وتجولين في كل الميادين وأنا لا أجرؤ أن أكون أكثر من ظلٍّ لكِ …
أوتعلمين ؟
حاولتُ كثيراً أن أتخطّاكِ ، أن أخرج منك ، أن لا أكون أنتِ ، لكنني لم أستطع فأنا نُسخَتُكِ غير المصقولة ، لم يتِمّ تلميعي بعد ، ولم يحِن الوقت لِإخراجي للملأ …
أوَتدرين ؟
أراكِ أنا .. وترَينَني أنتِ .. و مهما حاولتي التّعالي ، لن تتمكنّي من بُلوغي …
لِذا ، لا تقولي لي أنكِ ستتحدّثين بأسلوبي أنا . فأسلوبنا واحدٌ ، رُبّما ولكن باختلافٍ بسيط …
فكُلّما أسألك عن شيء تعجزين عن إيجاد أجابةٍ له ، ترُدّينَ بِوِدٍّ واهتمامٍ وتنحنين أمامي ، تُظهرين رِفعَة منبتكِ وحُسنَ تربِيَتكِ لكنّني أنا الأعلمُ بكِ وبأفكاركِ المتمرِّدة الحمقاء …
بينما أنا ، أُريكِ وجهكِ الآخر الذي تحاولين أن تُخفيه خلف قناعكِ الجميل ، أن ترميه في غياهب الأرض ومجاهلها ، بعيداً عن الجميع ، ربما ، لكن ليس عنّي أنا ، أناكِ …
حاولتُ استدراجك مراراً وتكراراً ، وكدت أنجح . لكنك دائماً تسبقينني بخطوةٍ واحدة …
وفي حال كانت سعادتي تنطوي على وجودي معك فلا أريد هذه السّعادة فأنت قد جعلتِني أبدو كآلة حمقاء يعتريها الغضب . وفي ذات الوقت ، انا لا أريد تغيير الحقائق ، تغيير نفسي …
فأنا نفسي غريبةٌ عن نفسي …
قد تبدينَ أكثر شباباً منّي ، لا ضَيرَ في ذلك فأنا أرتديكِ من وقتٍ لِآخَر . لِلحَقّ ، أكون عندها سعيدة جداً ، أكون أنتِ ، أكونُ أنا.. إيّاكِ …
أيُّ امرأةٍ أنتِ ؟ وأيُّ ظِلٍّ أنا ؟
أيُّ اختبارٍ هذا الذي علَيّ أن أستمِرَّ في خَوضِه والخُضوع له ؟
هل ترين الآن وجه الإختلاف بيننا ؟ فأنا لا أقدر أن أخفي عنكِ شيء ، بينما أحياناً لا أعرفك وأنا وأنت شخصٌ واحد …
وكي أكون أصدق منك كما عادتي ، أُعلِمُكِ أنني سأذهب في إجازة مفتوحة إلى اللامكان وسأجد لي جسداً آخر يَشعُرُني أكثرَ منكِ …
لن أكون ظِلّكِ بعد الآن …
لن أكونَكِ …
لن تكونيني …
إنسيني …
(جمانة السبلاني )