.. في حفل بهيج أقيم في دارة نعمان للثقافة في جونية , وقّع المؤلف يوسف طراد كتابه ” قراءات فلاح ” الذي صدر مؤخرا عن منتدى عبد الله شحادة / شاعر الكورة الخضراء / بحضور نخبة من أصدقاء الكاتب وعقيلته السيدة رفقة ديب السندروسي وصاحب الدار الأديب ناجي نعمان ورئيسة منتدى شاعر الكورة الخضراء المهندسة والشاعرة ميراي شحادة حداد وأمينة سر الرابطة الثقافية لرعية مار مارون / البوشرية الكاتبة مارلين سعادة ورئيس منتدى لقاء الدكتور عماد فغالي وبعض المتابعين للشأن الثقافي والأدبي .
وخلال حفل التوقيع , وزع ” دار ناجي نعمان للثقافة بالمجان ” على الحاضرين عشرة كتب بعناوين مختلفة كهدية للحاضرين .
وقد شكر الكاتب يوسف طرار دار نعمان ومؤسسة نعمان على حسن استضافتهم لحفل توقيع كتابه , كما شكر الحضور موجها تحية إلى رئيسة منتدى شاعر الكورة الخضراء المهندسة والشاعرة ميراي شحادة حداد على نشر كتابه , وقال في كلمة نشرها على صفحته , حملت عنوان :
عرس كتاب
كتابٌ لا تفاصيلَ دقيقة عن مولده، إذ لم ينقضِ سنتان على الحلم – المعجزة الذي حلم به كاتبه، حتّى كان الخبر قد عمّ القرية الصغيرة، وتجاوزها إلى سهل الكورة الخضراء، وبلغ المنتديات الأدبيّة… لم يولد في القبو حيث وُلد كاتبه يومَ تحلّقت النسوة حول الوالدة يساعدنها، ويخفّفن عنها؛ ولم تحصلْ ولادة الحبر والورق على يد دايةٍ، خلافًا لولادة من حبّر صفحاته، ذاك الذي خرج من رحمٍ حضَنَه ثمّ ألقى به إلى عالم الضّجيج والصّخب والصّراخ؛ فملأ الخوفُ والرعبُ من المعمعة قلبَه قبل أن يدخلَ الأوكسجينُ رئتيه، وجعلته الصُّدفة على عتبة الحياة الجديدة ينطق، بل يصرخ، ويضيع صراخه بين عشرات الأصوات المنطلقة من حناجر نساء فرحات بمولودٍ ذكر.
كبر الكتاب فجأة، إذ ضمَّ أفكار العديد من الكُتّاب؛ وكان كاتبه يشقى ويكدّ سالكًا أوعر الطرقات، لا سيّما أنّه عاش نصف عمره عسكريًّا في جيش لبنان، حيث أنبأته قرقعة السلاح بمصيرٍ قاتمٍ للوطن؛ لم تعنِ له البندقيّة سوى أنّها أداةُ قتلٍ، فانبرى، بعد دراسة العناية التمريضيّة، يعالجُ الجراحَ حيث مساقط نِبالها في أجسادٍ مغدورةٍ… وأكمل العمرَ فلّاحًا غيرَ ملّاكٍ، تلذُّ له معاشرةُ المعول للأرض، وتشفيه رائحة التراب من كدَرٍ مرّ به في حياته…
كانت نصوص الكتاب تسرح وتمرح في مواقعَ ودوريّاتٍ، وتفتّش عن رحيقِ الحبرِ في حدائقِ الكُتّاب والشعراء، حين التقت صدفةً بديوان شعرٍ رائعٍ، يتغزّل ببوهيميةٍ تتلوى غنجًا ودلالَا، وتبوح بمكنونات صدرها إلى السطور التي تتلقّفها العيون بلهفة، وإذا بسرٍّ بين الكِتاب المتواضع وتلك البوهيميّة الشامخة، بل أسرار، لا يعلمها إلّا الرّب؛ قاده طيب رائحة عطر حبر الديوان، سليل ميرون منتدى “شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” إلى حديقة هذا الشاعر الأسطورة، واجتمع بفرحٍ مع أترابٍ له في هذه الحديقة الزّاهية بالفكر الزّاهر، فوُلدَ من جديد بروح الحبر المعطاء، ودخل ملكوت أشجار النور الخضراء؛ ألم يقل السيد المسيح: “لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ مَا لَمْ يُولَدْ مِنَ المَاءِ والرُّوح.. ” (يو: ٣: ٥).
وكان موعد عرس الكتاب في ٢٧/١١/٢٠٢١، في معبد الثقافة (مؤسّسة ناجي نعمان للثقافة بالمجّان)، برعاية وحضور الشاعرة المهندسة الأستاذة ميراي شحاده حداد المؤتمَنة على منتدى “شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي”، الذي صدر الكتاب ضمن منشوراته. وحين وصول الكتاب إلى مؤسّسة نَعمان، تمّ فحصه من قِبَل طبيب الكتب المشهور الأستاذ ناجي نعمان، فوجده سليمَ المعنى والمبنى، لأنّ الأستاذة مارلين سعاده كانت قد ريحنته بدقيق الآس عند ولادته وواكبت نموَّه يومًا بيومٍ وفكرة وراء فكرة، إلى أن أصبح بحلّته الجديدة.
وكان العرس وفرح المدعوّين بالعريس
كلمة الروائية التونسية فتحية الدبش
كتبت الروائية التونسية فتحية الدبش على صفحتها فقرة قالت فيها :
يوقع اليوم الأستاذ يوسف طراد كتابه قراءات فلاح.
كان بودي أن أكتب لمحة عن هذا الكاتب وهذا الكتاب قبل الساعة ولكن الوقت ومشاغله أرغماني على التأخير.
يوسف طراد، فلاح كما يقول. لكنه لا يفلح أرض برحليون وحسب ولكنه يفلح الحرف أيضا.
قارئ نهم، بين شعر ونثر، بين إبداع ونقد وبين علم وفن. حين يكتب يوسف طراد رؤيته لنص ما تجدك تحاور النص وتحاور ذاتك فتخرج لا كما دخلت النص.
يدخل النص غرفة النقد في الجامعات فلا يبرحها إذ تستعصي الدراسات النقدية تلقيا على غير المختصين بينما يدخل التص غرفة النقد عند يوسف طراد فينتشر في فضاءات القراء كما لو أن قراءاته جسر بين النص والقارئ.
يوسف طراد وكتابة قراءات فلاح يحرر النقد من المدارج ويلج به الفضاءات كلها فيؤسس لتوجه جديد مختلف…
فخورة بمنجزك أستاذ يوسف طراد..
كلمة الاعلامية كلود صوما :
وكتبت الاعلامية كلود صوما على صفحتها مقالة عن الكاتب يوسف طراد قالت فيها :
من تلك البلدة الرابضة في قضاء بشري محافظة الشمال ، من قرية ” المئة شاعر وشاعر ” ، حيث غزا النقاء الأرض التي يمشي عليها والهواء الذي يتنشقه ، من “برحليون ” هو ، الكاتب / الفلاّح ابن فلاّح الذي “تربى على وطنيته ، فأصبح طائراً بدون شجر وجندياً بدون بندقية ” .
يوسف طراد ، لا يمكنه أن يمّر مرور الكرام في حياتكَ وهو الانسان المتواضع الصادق والمحّب ، الطيّب والعفوي .
قارىء نهمٌ ، عاشقٌ للكلمة الجميلة ، يغرق بين الكتب والمقالات والشعر والأدب معظم أوقاته ليمتّعنا بدراسات وقراءات نقدية أدبية في الجرائد والمواقع الالكترونية ، اذ نراه يغوص في عالم الكتّاب والشعراء ليقّدمَ للقارىء رؤيته ودارسته نقده بمزيجٍ من الجمال والرقّي والأدب .
كما الفلّاح النشيط ينثر البذور في الأرض وينتظر فترة طويلة من الزمن وقتَ الحصاد وجنّي المحصول وقطف نتاج تعبه ، هكذا هو قد لمّلم “بذور” الكُتّاب الأدبية والشعرية ليحصدها ويقّدمها في ” قراءات فلاح” ، مولوده البكر الذي أبصر النورَ مؤخراً والصادر ضمن منشورات “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي”لرئيسته ومؤسسته الشاعرة ميراي شحاده حداد .
أدوات عمله اليوميّ ، المنجل والمعول والشوكة يصلح بهم الأرض ويحرث التربة ، والمحبة والحكمة والعطاء واليراع النابض ليدوّن النقد والدراسة والتحليل .
“قراءات فلاح ” تنقلنا برحلةٍ ممتعةٍ في بساتين وحقول الكتّاب والشعراء ، توقظ أحاسيسنا ونتنشق منها رائحة الياسمين والورد والغاردينيا .