ميزان الزمان
  • الصفحة الرئيسية
  • امسيات
  • قصائد
  • شهرياد الكلام
  • ومضات وأدب وجيز
  • حكاية و قصة
  • مسرح
  • للمساهمة في النشر اتصل بنا
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
ميزان الزمان
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
 
طارق آل ناصر الدين ديوانا : قصائد ضاحكة ( الجزء الثاني ) … قراءة للكاتب د. قصيّ الحسين 2025/05/19
” مرايا القمر ” نصوص نثرية للكاتبة الكويتية عالية شعيب 2025/05/15
سأبقى ظِلَّك الأبديَّ  ” قصيدة للشاعرة مجد سيطان العقباني 2025/05/15
التالى
سابق

“وجدانيات الضفاف ” مقالة اليوم للكاتب د. قصيّ الحسين ( حول ديوان ” شفاه الريح ” للشاعرة أسماء الشرقي )

“وجدانيات الضفاف ” مقالة اليوم للكاتب د. قصيّ الحسين ( حول ديوان ” شفاه الريح ” للشاعرة أسماء الشرقي )
منصة: شهرياد الكلام
02/03/2022

وجدانيات الضفاف

بهذة الأبيات المفعمة بالرقة والعاطفة والوجد العميق، تفتتح الشاعرة العراقية أسماء الشرقي، مجموعتها الشعرية:(“شفاه الريح” ** ، فواصل للنشر ، بيروت-2019: ٢٢٨ ص. تقريبا)، حيث تتصدر المجموعة، قصيدتها “إكسير الحياة ص 7″، تقول:


الجوع يا ولدي يذهب الثنايا
يدرب القلب على العصيان
ويمنح الطريق نواميس الخيانة.

وتتابع:


الجوع يرقص على مرافئ العيون
يهب الرغبة معنى التمرد
يعلم اللهفة كيف ترسم تعاويذ النفس الذائقة للحرمان.

ثم تقول في الختام:


هو الجوع يا ولدي..
الممدد في المزامير الأبدية
رافعا يد السماء… على أردية الروح المسافرة
هو إكسير ما تبقى من رفاة فلسفة الحياة.”

تبحث أسماء الشرقي إذا، عن مأوى من الجوع المداهم. ترى فيه موتا يسبق الموت. ترى فيه كل هذة الهمجية المستعرة التي تضرب ضفاف حياتها، وتشق أعماقها، وتسيل غضبها، كما السديم الجارف، كما الوجدان بين الضفاف. حتى لتبدو في برهة اليتم والعوز والشوق، غريقة الضفاف.

غلاف ديوان الشاعرة أسماء الشرقي

تشهد أسماء الشرقي في مجموعتها هذة التي بين يدينا، على سرد رواية القهر والجوع والموت، في المجتمع الذي يعاني من متلازمة: الذل والفقر والحرب. فالناس لا يريدون إلا البقاء على قيد الحياة وحسب. وهم بين هذة الضفاف، يحاولون المصالحة مع الأوضاع القهرية التي يفرضها المتجبرون الأقوياء. وربما صغارهم أيضا. حتى يتم تدميرهم شخصيا، قبل تدميرهم مجتمعيا، وقبل تدمير مجتمعاتهم بالكلية.

فالأطفال عند أسماء الشرقي، هم الأحزان الدائمة، بدل أن يكونوا الأفراح الدائمة. فقد غير اللاعبون بالحرب والدم، قواعد الناس. غيروا مثلهم. غيروا تطلعاتهم. عطلوا القيم، كما عطلوا قواعد الحياة. كانت الناس في المجتمعات العربية القديمة، تفرح لثلاث: “ولادة صبي ونبوغ شاعر وإنتاج ناقة”. وأما اليوم، فقد ماتت هذة القواعد المجتمعية عند الناس، وهم يرون الآلة تهرسهم هرسا. وهم يرون موت الطفل غب الولادة من شدة الحرب والفقر والجوع. وموت الشاعر، بموت الحلم الذي إفتقده، وصار وراء الحروب. تقول أسماء الشارقي في قصيدتها( النون الشامخ في النقصان – ص30):

نون/ فوق الصخب/ نون / تحت الحطب/ صبية يرقصون/ الفرحة يتراشقون/ بأعواد الثقاب يراوغهم اللهب/ يتهجى الوجوه الفتية بكثير من/ بريق العيون.)

ثم تتابع قائلة:


نون / قلق تحت التراب/ قلق فوق السحاب/ ينتفض على ركبتي القمر / والصبية يرقصون/ يتهافت الصوت/ يومئ ببحة للوجوه الفتية/ بكثير من القلق.) ص31.
الشاعرة أسماء الشرقي خلال حفل توقيع ديوانها

لم تكن أسماء الشرقي، لتعتقد أن الحياة سوف تقلب للناس ظهر المجن. ولذلك باغتتها. باغتت الناس كل الناس، بمتلازمة؛ “الذل و الفقر والحرب”. خضت هذة المتلازمة وجدان الضفاف. كل الضفاف. وما كان من الناس من يصدق أن هذة السيرة للأحزان، ستخض الوجدان، وتجعله يطوف بين الضفاف. لكنهم وجدوا أن هذا الأمر، صار “أمرا واقعا”. صارت الناس مقهورة في أوطانها. صارت الناس مغلوبة خارج أوطانها. حفرت في وجداناتهم خطوط الحرب. خطوط المواجهة. خطوط التماس. وجدران الفصل والعزل.

العائلات بلا متاجر وبلا كهرباء وبلا ماء. وبلا أدوية. وبلا عبوات “حليب الأطفال” لأبنائهم. كل شيء صار قهريا. كل شيء صار مأساويا. ولهذا ربما تتوجع أسماء الشارقي، بدل أن تفرح حين ترى للصبية الأحياء، ولأولاد الفراش. تقول من قصيدتها (حرائق الرمل-58):

عدت حافية
من حرائق الرمل ورجع القوافل
وخبات بشباك ظلك
أشيائي المبللة بملح عشب مذبحي
قم يا صاحبي
قم.. في الهزيع الأخير
وإرم بجننك في دمي
حتى يقال إنه يقظان عصرها
ونرسيسها المنذور للسرمد.) -ص59.
ديوان الشاعرة التونسية الصادر عن دار فواصل في بيروت

الشاعرة أسماء الشارقي، لها خجلها الفطري، حين تتذكر نفسها. تتجاذبها حكمة “حي بن يقظان”، ونرجسية “نرسيس”، فيطوف وجدانها، بين الوجودية المتسائلة عن صاحبها، وبين النرجسية الخافقة في قلبها، ولهذا نراها عميقة الوجدان بين هاتين الضفتين اللتين رأت فيهما خلاصها الحياتي القهري المعاش، في الذات العميقة للشاعرة.

الإفصاح السردي عن حياتها الشخصية عن حياتها الثقافية. عن حياتها العاطفية، فهي من تكوينات مختلفة، مخضبة بالوجدانيات السابحة بين الضفاف اللامتناهية في أرضها، وفي عمق وجود الأرض في ذاتها العميقة. ولهذا نراها مرهفة وحساسة، تنحو نحو لغة الإشارة والإيماء، أكثر من القدرة عن التعبير عن فوراناتها الداخليية، وعن مشاعرها المحتدمة في داخلها.. وهذا ما تؤكده لنا قصائدها العديدة في هذة المجموعة الوجدانية للشاعرة أسماء الشرقي. نستمع إليها تقول في قصيدتها (ظل البلد-96):

لاخيارات لي في هذا البلد/ في إشتهاءات هذا البلد/ في نواقيس صباحات هذا البلد/.) ثم تضيف:( عزل نحن/ وذاك العزيف لا يرى/ ظله في الهدير /في الصعود/ في النزول/ في إرتجاف المور النائحات/ في إرتدادات الصوت من وحي الضباب/ لا خيارات… فعلا/ لا خيارات لهذا البلد/ طورا يقطع حدا/ ثور يأكل فهدا/ جزر يرهق مدا. ) ص97.

الشاعرة أسماء الشارقي هي حقا أسيرة “وجدان الضفاف”. مجموعتها شديدة التميز. وهي لذلك تعتبر من بين مجموعة من الشاعرات، اللواتي مزجن العواطف الإنثوية، أموميا ووطنيا وعاطفيا وقوميا، وجعلتها جميعا تذوب في وجداناتها الخالصة، تجدف بين الضفاف، علها تصل إلى مرافئ القراء، تحمل بيدها خيط الدهشة.

د. قصي الحسين
أستاذ في الجامعة اللبنانية.

الكاتب د. قصيّ الحسين

-×-×-×-×-×-×-×-×-×-×-

**”شفاه الريح”
ديوان الشاعرة أسماء الشرقي صدر عن دار فواصل في بيروت لصاحبه الشاعر نعيم تلحوق ويضم 230 صفحة من الحجم الوسط و يحتوي على 45 قصيدة تحاكي الوطن والحياة والحب والوجدان .
          وقد كتبت الشاعرة قصائدها بالعربية والفرنسية والأنجليزية .وتنوّعت نصوصها بين الشعر العمودي و التفعيلة والقصيدة النثرية .
الشاعرة أسماء الشرقي
المقال السابق

صدر حديثاً عن منتدى شاعر الكورة الخضراء : ” أناي ” حكايات سرديّة للكاتبة جمانة السبلاني

المقالة القادمة

” جدران الصمت” قراءة الكاتب د. قصيّ الحسين لرواية ” مطر خلف القضبان ” للكاتبة ميرنا الشويري

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انضموا إلى أصدقاء الموقع على فيسبوك :

ميزان الزمان

محتوى إعلاني:

ADVERTISEMENT

ذات صلةمقالات

الشاعر ناصر حمزة في قصيدةٍ للفنان الراحل محمد علي الخطيب في ذكرى رحيله
شهرياد الكلام

الشاعر ناصر حمزة في قصيدةٍ للفنان الراحل محمد علي الخطيب في ذكرى رحيله

06/05/2025
مقالة فكرية للفنان الراحل محمد علي الخطيب في ذكرى ميلاده : الدور الريادي للفنانيين والثقافة
شهرياد الكلام

مقالة فكرية للفنان الراحل محمد علي الخطيب في ذكرى ميلاده : الدور الريادي للفنانيين والثقافة

11/03/2025
“السنوات العجاف” لمحمد خليل، صرخة كاتب في وجه التفاهة والظلم والاستبداد
شهرياد الكلام

“السنوات العجاف” لمحمد خليل، صرخة كاتب في وجه التفاهة والظلم والاستبداد

18/12/2024
 الناقدة أسماء الشرقي :  دلالات الحلول في “ديوان الوجد”   للشاعرة جميلة الماجري
شهرياد الكلام

 الناقدة أسماء الشرقي : دلالات الحلول في “ديوان الوجد”   للشاعرة جميلة الماجري

15/11/2024
د. قصيّ الحسين يقرأ ” السنوات العجاف ” للكاتب محمد خليل : إنها لتجربة في لعنة الزمان والمكان
شهرياد الكلام

د. قصيّ الحسين يقرأ ” السنوات العجاف ” للكاتب محمد خليل : إنها لتجربة في لعنة الزمان والمكان

15/11/2024
” شوق ” و ” حوار آحاديّ الجانب ” قصيدتان للشاعرة نجاح داعوق
شهرياد الكلام

” شوق ” و ” حوار آحاديّ الجانب ” قصيدتان للشاعرة نجاح داعوق

24/08/2024
المقالة القادمة
” جدران الصمت” قراءة الكاتب د. قصيّ الحسين لرواية ” مطر خلف القضبان ” للكاتبة ميرنا الشويري

" جدران الصمت" قراءة الكاتب د. قصيّ الحسين لرواية " مطر خلف القضبان " للكاتبة ميرنا الشويري

لا نتيجة
عرض جميع النتائج
  • الصفحة الرئيسية
  • امسيات
  • قصائد
  • شهرياد الكلام
  • ومضات وأدب وجيز
  • حكاية و قصة
  • مسرح
  • للمساهمة في النشر اتصل بنا