” العتمة النوحشة ”
قصة قصيرة للكاتب د. قاسم قاسم
-×-×-×-
اطلق زفرة، واسرع لاغلاق النافذة، الليل طويل، اوله صوت عجوز، تتربع عند مفترق الدرب مساء تبدا الجلسة، والساهرون اجناس، اولهم من افريقيا، واخرهم بالكاد يلفظ كلمة مرحبا، وهم حولها مدهوشون، لا يفهمون ، وهي تكر حكايات عنترة.
بالامس تلاشت الاشياء، وبدت الصورة مربكة، الصوت النحاسي يكاد يشله، فماذا يفعل؟ الشتاء يحل المشكلة، يغضب العجوز، في الصيف تتزاحم الافكار، وتعلو الثرثرة، لو عرف بها (نجيب محفوظ) لاستضافها في احدى روايته مسجلا واقعية جديدة، او ربما عدل( كنز بورو اوي) من سخطه في كتابه (مسالة شخصية) ووجد ان اللعنة على العجائز افضل من الكتابة عن الماضي.
بالامس اندهش من معلوماتها، وعندما لمست ان الساهرين صامتين، علت صوتها، ورفعت يدها، ووقفت في وسطهم، ودبت بها الحماسة، تخطب، حتى سقطت امامها قنينة ماء، فعلا الهرج والمرج، وانزاح خطابها نحو الشتائم.
وما بين النافذة والطابق السفلي، انهيار موجع، فماذا يفعل؟ وحده يعالج آلمه، يشاور ما بقي من الليل، والعتمة موحشة ،تصطاد ( كافكا)، انما التماثل لايقوى عليه، يضيعه صوتها، بينما الفراغ درب نحو التلاشي.