— ولكَ عينانِ ترى من خلالهما نورَ
الشّمس وسحرَ القمر…قلِ الحمدلله.
ولكَ أذنان تسمعُ من خلالهما
صوتَ أخوتك…
صوتَ أحبّائك وأصدقائك… قلِ الحمدلله
ولكَ لسانٌ تعبّر بوساطته عن فرحكَ وحزنِكَ
وعتبِكَ وغضبِكَ… قلِ الحمدلله
ولك أنفٌ تتنشّقُ به عطرَ الرّبيعِ وأزهار البيلسان… قلِ الحمدلله..
وماذا يبقى؟؟
لماذا تحزن يا ولدي؟؟
سألهُ والده وهو يجلس إلى جانبه
في سرير المستشفى
— فأجابه: أعِرني قدمَيكَ يا أبي أريدُ أن أقفزَ بهما خلفَ الفراشات.
سمعتُ حوارهما..
اقتربْتُ من الصّبيّ
تأمّلتُه جيّدًا..
حاولتُ أن أعيدَ ترتيبَ غطائه..
ولم أرَ ما تمنّى!!
ابتسمتُ..خجلتُ
حملتُ حزني وكآبتي ويأسي.. وولّيتُ هاربًا.