مطاردة ذاكرة طينية
..
المطارد بالذاكرة
لا يستطيع أن يجعل من النسيان طائر تحليق
أنا كثيرا يا أنتِ حاولت النسيان
حين أعلنت معك عن معاهدة منع الطيور المهاجرة من العودة إلى أعشاش الحب
طاردتها بغراب أنسى الإنسان عاطفته البيضاء الجميلة بقبح أجنحته السوداء
عل القبح يُفزِعُ فُيُنسِي
لكن ذاكرة العودة أكبر
لتعلمي
النوراس المهاجرة تقطع البحار السبعة
من أجل وقفة خاطفة بين نورسين عاشقين على شاطئ طيني يشعرهما بطين الخلق من الحب
البحر ماء بلا طين..
فهو لا يصلح إلا أن يكون ممرا لعاشقين بتذكرتين جيئة وذهابا
هجرة وعودة
لكن الشاطئ الطيني وإن كان محطة ترانسفير..
فأن يكفي للوقفات القصيرة بين عاشقين
فهذا يعني أنه يملك ذاكرة عودة
أنا من طين الشاطئ يا حبيبتي
أنا من طين الشاطئ
وقفتنا للحب قصيرة جدا
ولكن أمر الهجرة القسرية دون عودة
مخالف لذاكرة الطين
البحر عطاس الموج على الطائر الطيني
حتى يعود
فيهدأ زكام البحر
ويشتعل الطين بحمى العودة
لماذا إذن سلبت من الطين عودة الطيور المهاجرة إليه؟!
صدقيني
النوراس تقضي وقتها في البحار
ولكن البحار الطويلة استثناء
والقاعدة لهفة اللقاء بين النوراس على الشاطئ لسويعات قبل الهجرة مرة أخرى
لا تصدقي طائرا بلا وطن
لا تصدقي أن النورس لا يبحث عن أحضان
لا تصدقي قولي
أنني قررت التوقف عنك أيتها الطينية مثلي
أنا عدت من البحار السبعة للحب المهاجر المقسور
فلنتلاقَ على شاطئ اللحظات الأخيرة ما قبل الهجرة ثانية
وأنت قرري
هل أكون بذاكرة بحر فأهاجر بلا عودة
أو أكون بذاكرة الطين فأعود بلا هجرة
أنا وضعت عندك مفتاح ذاكرتي
وأمتعتي
وحقائبي
وأشيائي
في الحقائب قصائد العودة للأرض وللحبيبة
وفي الأمتعة جناحان مقصوصان مستأجران للهجرة
أحرقي الجناحين
واحتضني قصائدي
لأعود بذاكرة طينية
تشبه شكل ملامحنا حين التقت عيني في عينك أول مرة
( الكاتب والشاعر سلمان عبد الحسين / البحرين )