..في مقهى ” ماركيز ” في بيروت , احتفل الكاتب السوري خليل حمادة بتوقيع روايته التي صدرت مؤخرا عن دار ” توتول ” في سورية , بدعوة وتنظيم من ملتقى بيروت الثقافي الذي ترأسه الشاعرة منى مشون وبحضور شخصيات ثقافية لبنانية وسورية .
الحفل قدمته الشاعرة منى منشون على وقع نغمات عازف العود أحمد الشمطي وتخلله قراءة حول الرواية للكاتبة والشاعرة سمية تكجي التي سألت : هل ما زال الأدب قادرا على تغيير العالم ..
وفي ختام الحفل القى الكاتب خليل حمادة كلمة شكر في الحضور الثقافي اللبناني والسوري , كما شكر لبنان ومدينة بيروت التي احتضنته ثقافية , ووجه التحية الى مدينته في محافظة الرقة السورية ثم القى بعض القصائد من جعبته قبل ان يشرع إلى توقيع روايته التي قدمها هدية للحاضرين جميعهم ..
قراءة الكاتبة سمية تكجي :
..استهلت الكاتبة سمية تكجي قراءتها للرواية بالقول :
إذا تخيلنا مع بورخيس أن الجنة هي عبارة عن مكتبة مليئة بالكتب فاليوم هو موعدنا أن نزف كتابا جديدا إلى الجنة
“بنات تسرقها الريح” للكاتب خليل حمادة ..
اذا كان المقصود بأول كلمة في عنوان الرواية “بنات تسرقها الريح ” هي المرأة…فأقول لا تتوقفن أيها النساء عن القراءة كي لا تموت الرواية …و اذا كان المقصود بنات الأفكار فأتمنى أن تظل بنات الأفكار ولّادة كي يدوم الإبداع .
عندما وطأتُ عتبة الرواية ، سألت نفسي كأي قارىء، هل سأقراها بمنطق، ام بخيالي، ام بعيوني ، أن بجزء من عقلي ، ام كما هي تريد ….الحقيقة انا كنت كل هؤلاء القراء ..
الرواية بدت لي رشيقة الخطى رغم وعورة المسالك، بيد أني كنت اتمنى ان أشعر بالتعب أكثر ، و هي شيقة المضمون رغم البؤس و القسوة و التوحش، و كنت امني النفس أن يغرز الكاتب السكين أكثر في عمق الجرح ، و هي أيضا خفيفة الظل ، رغم الظلال الكثيفة و الاماكن المظلمة و حبذا لو دعيت فيها للتوقف أكثر عند الأماكن المظلمة ، لو انتابتني الحيرة و قلق الإنتظار قبل بزوغ الضوء ، لكن ذلك اعزوه أن القصة من صميم الواقع الحي الذي ما زال قائما إلى يومنا هذا ، و لو كنت مكان الكاتب ، لكتبت من ذاكرتي الطازجة بالأحداث بإنفعالية نوعا ما ….
لكن علينا أن نتوقف أمام القضايا الكبرى التي اثارها الكاتب ، و أيضا علينا التوقف عندما ندرك أن الكاتب كتب الرواية بواقعية لم تتحدد بالواقع ، بل رفدها بغنى تجربته من الشعر و الموسيقى ، جماليةََ في السرد و تنويعاََ في الأساليب و تطويراََ من الداخل .
كما أن الرواية و أحداثها و حركة ابطالها الرئيسيين فتح بابا لإشكاليات و أسئلة كبيرة
في حالة رجاء التي باعت نصوصها الأدبية كمصدر للرزق في ظل ظروف النزوح القاهرة ، ثم تراجعت عن ذلك انتصارا لكرامتها و حرصا على ملكيتها الفكرية ، طرحت سؤالا كبيرا عن الصراع بين الخير و الشر في الذات الإنسانية و عن الأدب و قدرته على تغيير الحياة. هل ما زال الأدب قادرا على تغيير العالم ؟
في حالة أحمد الدمشقي طرحت إشكالية الحب بين الأنانية و التضحية….عندما يترفع الحب و يصبح غاية للسمو ….هل ما زال موجودا ؟
في حالة خالد طرح قضية الأرض و الوفاء و الحرب بين الجدوى و الكلفة و عن القدرة على التحرير و النصر من جهة و شبهة النصر من جهة أخرى.
ماذا يقول الكاتب عن روايته ؟
وكان الكاتب خليل حمادة قد قال لموقع ” ميزان الزمان ” عن حبكة روايته:
حاولت ماستطعت تسليط الضوء على الكثير من المسائل التي لم يجرؤ أحد التطرق إليها والمساس بعظمتها سابقا إلا بعضاً من إشاراتٍ على استحياء ولمزٍ من هنا وهمزٍ من هناك لايكاد يُرى بالعين المجردة ،
فيها مافيها من التشويق والمغامرة والرومنسية والشعر والمفاجأة والأكشن والدراما ..
كتبتها بألم وأمل على وقع أول معزوفةٍ ملحميةٍ عرفتها البشرية “حرائق نينوى” التي تندب خيباتنا ،
عزفتُ طربا بما أملك من ذائقة موزونا على نوتات الحروف لتغرد حناجر المعاني موشحات اندلسية وتتمايل الريشةُ كصوفيٍ يُناغي الوجد روحه ..
بطلة الرواية إمرأة فراتية هي صورة من ألبوم صور للكثيرات بعد أن أخذت اللقطة من زاوية قل نظيرها تظهر الجانب الثقافي لهذه الامرأة المكافحة القوية المغمورة
رفقة بناتها الثلاث وزوجها الموظف الذي أبى إلا أن يبقى في بيته إبان القصف لمدينته العصماء البيت الذي دفع أقساطه على ظهر سلحفاة لسنين طويلة من راتبه النَحيل ،
ولكن حصل لا يُحمد عقباه ،
تضطر زوجته على مضض رد الجواب بحَسنا سآتي
هربا للعاصمة اللبنانية بيروت بعد أن ألح رامي أخوها عليها بالمغادرة فالوضع بات مزريا وبالفعل غادرت وعينها بظهرها..
بعد رحلةِ عذابٍ كانت الأولى من الرقة الى الصحراء “بالحصنية” شاحنة الأغنام فالقامشلي لتطير الى دمشق “باللوشن” العسكرية قبل أن تتسلق الجبال كي تصل …
هذه الامرأة التي تبيع بعض بناتها لاحقا كي تعتاش !
تسئلون كيف ذلك ؟
ستعرفون ذلك عند قراءة الرواية كاملة
تجري أغلب أحداثها في قرية بشيمون الجبلية الجميلة
التي تغيرت فيها حياة البطلة جُملةً وتفصيلا ،
تدور أحداث بوليسية ومطاردات وخطف إلى ماهنالك من الأحداث الواقعية المركبة مابين الحزن والفرح هناك ولكنها تنتهي بمفاجئة كبرى في دمشق الياسمين ثم ضفاف الروح
هنا بعض الصور من هاتفي وبعضها من عدسة الصديقة الناشطة اكمال سيف الدين :