يَا رُبُوعَ العُرُوبَةِ اليَوْمَ قُوْمِي
وَارْتُقِي ثَوْبَ عُرْسِكِ المَمْزُوقا
أُنْسُجِي مِنْ وَرِيفِ زَيْتونَةٍ
أَوْسَرْوَةٍ
فِي الجَنُوبِ بُرداً أَنِيقا
رَدِّدِي مِنْ شَظَى حِجَارَةِ قلبٍ
فِي فِلَسْطِينَ صَوْتَكِ المَخْنُوقا
وَاسْرُقِي مِنْ شَدَا شِفاهِ الصَّبَايَا
خَاطِراً فَاقَ حُلْمَهَا المَسْروقا
وَاعْزِفِيهِ..
إِلى نَخِيلِ الصَّحَارِي
وَتَراً نَاعِمَ الصَّدى مَنْسُوقا
أُنْثُرِيهِ..
عَلَى مِيَاهِ السَّوَاقِي
وَجِبَاهِ الصُّخُورِ عَذْباً رَقِيقَا
وَاَرْضِعِيهِ.. لِكُلِّ طِفْلٍ وَلِيدٍ
دَامِع العينِ شُعْلَةً وَطَرِيقَا
حَدِّثِي الكَوْنَ إِنَّنَا
فَرْعُ غُصْنٍ
طَاوَلَ المَجْدَ بَذْرَةً وَعُرُوقَا
****
مِنْ هُنَا تُوْلَدُ القَوَافِي
وَيَرْقَى
سِربُ أَوْزَانِهَا جَنَاحاً وَثِيقَا
مِنْ هُنَا نَصْدَحُ الخَلائِقَ شِعْراً
وَنُحِيلُ البَيَانَ ثَغْراً طَلِيقا
فَيَدٌ مِنْ وَرَاءِ قُضْبَانِ أَسْرٍ
طَوَّقَتْ وَجْهَ حُلْمِنَا تَطْوِيقا
وَزَغَارِيدُ دَفْلَةٍ وَرَوَابِي
تُلْهِبُ الكَوْنَ بَهْجَةً وَصَفِيقا
وَرَصَاصُ البَنَادِقِ اليَوْمَ يُنْدِي
بَيْدَرَ العُرْسِ نَغْمَةً وَمُوسِيقَى
وَصَبَاحَاتُ فِتْيَةٍ وَحِجَارٍ
لَحْنُ صَفْصَافَةٍ تَهِفُّ وَرِيقا
وَأَذَانُ المقَاوِمِ الحُرّ يَشْدُو
فَيَهُزُّ الزَّمَانَ كَيْ يَسْتَفِيقا
وَمَآقٍ تَجُولُ عَتْمَ اللَّيَالِي
فَتَسُوقُ النُّجُومَ خَيْلاً وَنُوقَا
أَيُّ شِعْرٍ وَشَاعِرٍ بَعْدَ هَذا
خُذْ بِقَلْبِي وَكُنْ عَلَيَّ رَفِيقَا
****