” قدسنا البوصلة”
قصيدة للشاعر حكمت حسان
*-*-*-*-
مشيتُ للقدسِ شــــعري الريحُ
والفرسُ
ورايتي الصوتُ لمّــا اسـتفحلَ
الخرسُ
الأرضُ تحتي براكينٌ
وأدعيــةٌ
تكادُ من شهقة الأنهار تنبجــسُ
مشيتُ أحملُ تموزي
على وجعي
ومن دمِ الثارِ طيرَ الشعر أقتبسُ
وقلت يا قدس ردّيني
إلى رحمٍ
وأرضعيني الفدى
كي يشمخَ النفسُ
سبعون مرّتْ وأهلي خلفَ سجنهمو
لم يكسروا القيدَ
حتى استذأبَ الحرسُ
ناموا مع الكهفِ لا أدياكَ توقظهمْ
ولا مآذنَ
بُحَ الصوتُ والجرسُ
واليوم ينهضُ فيكِ الماء يشربنا
وتنهضُ التربةُ الشمّاءُ
والقبسُ
ويسطع النورُ من أقصاكِ
بوصلةً
مكامنَ العزّةِ العلياءِ تلتمسُ
وبيتُ لحمٍ سرى نبضاً
لجُمعتنا
وجرحَ عيسى أسودُ القدس
قد لمسـوا
اليومَ لا صمتَ
لا تكبيلَ
صرختنا
هي الطريقُ
ونحنُ النصرُ والأسسُ
وغزةُ الغارُ والصاروخُ
وجهتنــا
نحو الكراماتِ
لما الأهلُ قد يأسوا
رُشّوا على جرحنا المفتوحِ
سنبلةً
قد آنَ للجرحِ غدرَ النصلِ يفترسُ
وعلقونا على التأويلِ ملحمةً
الطهرُ فينـــا
وفيهمْ يكبرُ الدنسُ
ودوّنونا على الأوراقِ أمنيةً
لكي يقالَ هنا الأحرارُ قد قّدسوا
سنرجعُ القدسَ
لن نرضى لها بدلاً
ولن يقال كأنّ القدسَ أندلسُ
الشاعر عصمت حسان/ رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه