لو كنتُ ( ١٢ )
لو كنتُ كلمةً
-×’×-×-×
لسطّرتُ الملاحمَ في مواقف الأبطال ، أخطُّ على صفحات الزمن حكايات خالدة لا يمحوها غبار النسيان ..
لسجدتُ في صلوات الأمهات ، أدعو مع قلوبهنّ وأتمرّغ بعطرِ أنفاسهنّ لأتعلّمَ كيف تُخضّبُ الحروفُ بالصدق ..
لعانقتُ اعترافات العاشقين ، أرسمُ على جسد النسيم حكايات اللقاء لتلينَ قسوة المسافات الباردة ..
لرويتُ للأطفال قصّة البسمة ليتقنوا الفرح ، أهدهدُ عيونهم الناعسة ليرتموا في أحضان الحلم واثقين بعناق ملاك ..
لخاصمتُ الأقلام الصدئة التي خنقت الحقيقة ، أمحو زيفها من ذاكرة الضعفاء الذين عادوا الشمس انتقامًا من الأمل ..
لتبرّأتُ من الثرثارين الذين أثقلوا مساحات الصدى ، أرحمُ جهلهم بطمس هوية الكذبة التي احتلّت عقولهم المحتضرة ..
لتعتّقتُ في حبرٍ مقاوم ، أنتصرُ للحق وأنقشُ على جبين النور أسماء مَن كتبوا رسائلهم بعطر الشوق ..
لو كنتُ كلمةً .. لهتفتُ بملء الصوت .. ” كونوا كالحب أنقياء .. ليذكركم الرّحيل “