لو كنت (١٠)
لو كنتُ حلمًا
لتغلغلتُ في أوردةِ كلّ العاشقين ، أزفُّ لهم بشائر اللقاء وأرسمُ على الأهداب الناعسة أطياف من ينتظرون على الضفة الأخرى للبوح ..
لأربكتُ الليلَ الغارقَ في حداده ، أسرقُ من كلّ نجمةٍ باقةَ نورٍ أكحّلُ بها جفن الأرق الباحث عن عناق ..
لأيقظتُ عزيمة المستسلمين ، أغمسُ ريشتي في قوس قزح وأحفرُ باللون عنوان الحقيقة المسجونة في أساطير المشعوذين ..
لغفوتُ في أحضان الأطفال ، أطردُ شبحَ العتمةِ الدجّال ، أتركُ مكانًا لملاكٍ يبحثُ عن وسادةِ الحقيقة ليغفوَ مطمئنًا ..
لواسيتُ كلّ وحيد ، ألبسُ الحنينَ وأزورُ دنياه التي تفتقدُ ملامحه المبعثرة على الدروب القاسية ..
لرجوتُ القدرَ أن يرأفَ بحال الواقفين على شاطئ الانتظار ، ألوّحُ من بعيد لأفرشَ درب الوصول بالقبلات ..
لهمستُ في أذن النوم ليستيقظ من غيبوبته ، أشعلُ القمر ليشهدَ على حياةٍ تنبعثُ من رحم الغياب ..
لو كنتُ حلمًا ، لأقسمتُ على كل دمعه أن تصيرَ قطرات ندًى تغسلُ ندوب ذكريات لا تليق بنا ..
#الكاتبة رانية مرعي/ لبنان