لو كنت ( ٨ )
لو كنتُ بسمةً ..
لتدلّلتُ على وجوهِ العاشقين ، أبوحُ باعترافات نبضٍ يتراقصُ فرحًا على وجناتٍ استوطنها الربيع ..
لمسحتُ جروحَ الخذلان وبقايا النّدم من الشفاه الدامعة ، أرمي للنسيان حزنًا جاحدًا لا يعرف الرحمة ..
لوُلدتُ مع الأطفال ، أتغلغلُ في أحلامهم وأوقظُ جفونهم البريئة على ترنيمة طيرٍ لم يُذبح ليناموا ..
لجمعتُ من كلّ عيد باقة أمنيات ، أزرعُها في دروب التائهين كي يسترجعوا ذاكرتهم المعتقلة في الغياب..
لرقصتُ في عرس الحقيقة ، أرافقُ الصّدى في رحلة البشارة كي تُدفنَ الأساطيرُ البلهاء في عالم الخرافة ..
لواجهتُ اللؤمَ القاطن في عقدة الحاجبين ، أفتّتُ صخرَ النظرات القاسية التي تغتالُ اللهفةَ المشاغبة ..
لسهرتُ مع كلّ الذكريات الحانية ، أقطفُ اللحظات الورديّة ، أشمُّ عبيرها المخضّب برائحة الأحبّة ..
لو كنتُ بسمةً .. لأقسمتُ على الحياة أن تتنكّرَ لكلِّ الخائنين ، ترميهم بقبحهم ، وتحضن مرآتها بكل ما أوتيت من كبرياء ..
#الكاتبة رانية مرعي/ لبنان