القلق
حاولتُ حاولتُ لكنْ خانتِ
الطرقُ
وكلُّ حلمٍ أنا راودتُ
يحترقُ
وكلّ حرفٍ أنا دوّنتُ
خاتلنـي
لا يقرؤونَ
وياما هدّني القلقُ
حبري صراخٌ وهذا الصمتُ
جرّحنـي
للريح ظهري
بمن يا أحرفي أثِقُ
في عتمةِ الخوفِ كل الناسِ
قد مكثوا
ناموا طويلاً
وطال الليلُ والنفقُ
لا يسمعونَ كأنْ في روحهم صممٌ
لا ينهضونَ
كأنْ في غفلةٍ صُعِقوا
لا يلمحونَ ذئابَ الوقت تأكلهمْ
ظمأى إلى الذبحِ
في أفعالها الشبقُ
لا يزرعون سوى وهمٍ
سوى فزعٍ
وكلهمْ في مدى أوجاعهم مزقُ
يا شـعب لبنانَ يا تفاحةً هرمتْ
باعوا الفراديسَ
حقلَ المشتهى سرقوا
ما وفّروا تربةً
قمحاً
ولا عنباً
امتصوا الشرايينَ
صحنَ الأشقيا لعقوا
صَبّوا على الزيتِ نارَ الحقد
فانكسرتْ
كلُّ الكراماتِ واسترخى لهم عنقُ
يا شعبَ لبنانَ
هذا القهر يجمعنـــا
وهم أرادوكَ وقتَ القهر تفترقُ
كسّرْ مراياكَ
قلْ يا صبرُ ما نفعتْ
مراكبُ الصبرِ
لمّا أقبلَ الغرقُ
كنْ صرخةَ الحقّ
فعلَ العزّ
بارقةً
وكنْ مدى الحبر
حتى يسطع الورقُ
#الشاعر عصمت حسان / لبنان / رئيس منتدى شواطئ الأدب / بشامون