لو كنت ( ٦ )
لو كنت فكرة
لغزوتُ كهوفَ الهاربين من الأحلام ، أميطُ اللثام عن وجه الشمس لتشرقَ روحهم الموؤودة في سبات الاستسلام ..
لجمعتُ كلّ معاني الفرح ومفردات القيامة ، أروي بها يباس الأمنيات في شرود الذاكرة المنهكة ..
لحفظتُ ألحان الانتصارات المغرورة ، أدندنها على مسامع زمن أصمّ ينتقمُ من زغردات النجاة ..
لطرقتُ بابًا أوصدَه الخوفُ وزنّرَه بمفخخات الألم ، ألوّنُ عتمته بريشةٍ مغناجٍ أغمسُها في الربيع المشاغب ..
لزرتُ كلّ الأبجديات التي خبّأت أسرار الزمن ، أجمعُ منها وحيًا ينقذُ الغارقين في أوهام الصمت اللئيم ..
لسكنتُ قلوبَ الحالمين الذين يتحدّون الوقتَ ، أحلّقُ في سماءِ جنونهم ، أحطُّ على قمّة الأمل ليشعَّ نور الحقيقة ..
لرافقتُ الثائرين القابضين على وطن ، أرفعُ أنقاضَ الحقدِ من قلوب المتلوّنين وأرتسمُ على حدودِ الصمود بيارق من نور ..
لو كنتُ فكرةً ، لحطّمتُ أصنامَ الجهلِ التي تحتلُ خرافاتِ البسطاء ليتنعّموا بالخلاص ..