جواب
أعيش في ظلام حالك
متقوقعٌ على نفسي
تغمرني مياهُ مستنقع
لا أعي عمقَه
أحاول أن أتحرّك،
المكانُ ضيّقٌ
لا هواء
لا نور
لا مساحة
لكنّني مرتاح إلى أبعد الحدود.
فجأة سمعت صراخا
وشيئا ما يدفعني
يدفعني بقوّة
الصّراخ صراخ ألم
صراخ موجوع يتهالك
زعيق نسر
مع عاصفة يتعارك
تسونامي تجرفني
وفي لحظة،
هدأ الكون
شعشعت الأنوار
تنهّدات إلهيّة
سمعتها نغمات
حملتني يدان ترتجفان
فشعرت براحتي في عزلتي
شممت عطرا عهدتّه
لتسعة شهور
انهمر عليّ مطر دافئ
فتحت عينيّ
فرأيت سحابتين
تبتسمان
وشفتين زرقاوين لي تتمتمان
عرفتها
عرفت حقيقة الجمال
عرفت صفاء الرّوح
سألتها:” لما تعانين لأرى النّور؟
لما تتألّمين لتنفرج أساريري؟
لما تذرفين دمعا لأبتسم؟
فضمّتني إلى صدرها قائلة:
أصبحت أمّا
امتلكت بك الدّنيا
وبك هانت الصّعاب
في عينيك سعادة حياتي
فما الألم إلّا سبيلنا للهناء
وبالوجع نورٌ وضياء
وضمّتك لصدري
خشوعٌ وصفاء.
فيا قلبي، مهما تسارعت فيك الضّربات
ومهما تراكمت عليك الحسرات
وزادت جروحك
وذُبحتَ مرّات ومرّات
اطمئن فطبيبك قد أتى
حبيبك لكلّ حسرة فرج
ولكلّ داء دواء.
# الشاعرة عبير عربيد / لبنان