..صدر للكاتبة الأردنية الشاعرة غدير سعيد حدادين ديوانها الرابع ” منك ابتدأتُ وفي عينيّ تنتهي ” عن دار ” أمجد”للنشر والتوزيع وبدعم من أمانة عمان ( دائرة المكتبات ) .
..موقع ” ميزان الزمان ” الأدبي والفني في بيروت اذ يتقدم بالتهنئة من صديقة لبنان الشاعرة غدير سعيد حدادين , يسره أن ينقل ما نشر عنها وعن الديوان في الصحف والمواقع الثقافية الأردنية .
يذكر أن الشاعرة حدادين هي أيضا فنانة تشكيلية , ولها 4 دواوين شعرية : “منك ابتدأت وفي عيني تنتهي”- “سأكتفي بعينيك قمحاً للطريق”- “أُشبهني”- و “أحلمُ كما أشاء”.

-1-
جريدة ” الدستور ” ِ
كتب الناقد محمد المشايخ قراءة نقدية لديوان ” منك ابتدأتُ وفي عينيّ تنتهي ” للشاعرة غدير سعيد حدادين , وتم نشر مقالته ايضا في موقع ” عروبة ” الإخباري الأردني , وجاء في مقالته :
العنوان عتبة النص، وعنوان هذا الديوان النثري، يعيدنا إلى مفهوم «المفارقة» في الشعر، وإلى الأسلوب البلاغي، الذي يكون فيه المعنى الخفي، في تضاد كبير مع المعنى الظاهري، الأمر الذي ينجز عـُمقا دلاليا في القصيدة، ومن خلال ذلك التضاد في المفاهيم، وعبر ذلك التناقض في المواقف، نتمكن من بلوغ لذة النص ودهشته.
والمفارقة لدى غدير، سواء كانت في العنوان، أو في كل نصوصها النثرية، ذات البعد الإنساني والكوني: فلسفة، وسلوك، وشعور، يجمع الأشتات المتضادة في الواقع والكون، ويجمعها بشكل متواز.
وبعيدا عن «المفارقة اللفظية»، التي تـُعيدنا إلى «الطباق» في البلاغة العربية، كثيرا ما لجأت غدير في نصوصها إلى «المفارقة السياقية»، التي تتطلب خفاء وعمقاً في البحث عن الطرفين المتناقضين داخل بنية النص.
ولا تكاد نصوص غدير تخلو من خيال قد يكون مجازًا، أو كنايةً، أو تشبيهًا، أو استعارةً، إلى جانب ما فيها من تشخيص وتجسيد، يحيل الجمادات إلى كائنات حية، لها أحاسيسها ومشاعرها، التي تتشارك مع الشاعرة فيما تبثه من عواطف ومواقف.
وكل الصور الشعرية التي استخدمتها غدير في ديوانها هذا:جديدةً، وتتسم بالحيوية، وبالقدرة على الإشعاع والإيحاء، وهي صور تصبّ في المعنى المرادَ، لأنها تنبع من القلب، ولأنها مؤثرة جدا، عدا عن تناسبها مع الظروف الإنسانية ومتطلباتها.
وتمتلك غدير حدادين في نصوصها خيالا محلقا مجنحا، يتلاءم مع الفطرة الإنسانية للقارئ، تلك الفطرة التي تتوق إلى الانعتاق من قوانين الحياة، ومن قيودها الصعبة، وكأني بالشاعرة تؤمن أن الشعر دونما خيال ليس شعرا، وأن الدنيا دون خيال شديدةَ الضيق، فيجيء الخيالُ ليوسِّعَها وينطلق بقارئها إلى عوالمَ أرحب وأكثر انفتاحا؛ وتعويضا عمن تـُحب، وعمن حُرِمت منه أو تعذَّبت بسببه، فتملأ الصور الخيالية نفسها ونفوس قراءها رضا واعتزازا وبهجةَ، وسرورا وهناء وحبورا.
أما الزمن في نصوص غدير، فقد اتخذ منحيين هما: المرور، والمقصود به تلك «الآثار الحادثة والمتعينة في النص، ما يدلّ على زمنه من دون غيره»، والانتقالات، وهي»ما ترسمه أبنية القصيدة من تغيرات وتشكلات في مستوياتها المختلفة»، وفي قصائدها أيضا ثلاثة أشكال من الزمن هي: «الزمن الاجتماعي»، و»الزمن الفردي»، و»الزمن السياسي» الذي تبدى في قصائدها عن فلسطين ولبنان.
وتبرز في نصوص غدير، إيحاءات الشعر، وإيماءات القصيدة، باعتبارها سلوك أنساني مبرمج، كما تظهر فلسفة النصوص من خلال حضور المرأة، وبروز العاطفة، وإفصاح الاتجاهات النفسية عن ذاتها، وظلت النصوص الحرة مقيدة بروح الشاعرة وإبداعها الذي لم يكن يخلو من الحمولة الفكرية والسياسية.
ورغم أن الشاعرة صنفت ديوانها ضمن النصوص النثرية، إلا ان النظام الصوتي فيه يقوم على النبر والتنغيم، أما النبر فهو «نطق الصوت بوضوح نسبي أكثر من وضوح الأصوات التي حوله إذا ما قورن بها»، وأما التنغيم «فهو ما يدل على ارتفاع الصوت وانخفاضه في الكلام، ويسمى أيضا موسيقى الكلام»، وقد كانت الموسيقى في هذا الديوان هادئة، لكنها في الوقت نفسه مشحونة بدفق شعوري، وتيار دلالي، يفتح لدى القارئ، نوافذ الحنين والشوق، لما تتمناه المبدعة في حياتها، بينما لا يتحقق في الواقع.
ولأن معظم قصائد الديوان قصيرة، فإن الشاعرة التي تؤمن بأن خير الكلام ما قل ودل، لجأت إلى الإيجاز الذي يعتبر دليل المهارة الشعرية القادرة على اقتناص الجوهر، والتقاط الفكرة الغنية، وبث كل ما تملك من طاقة إبداعية، وصور بكر، وإيقاع متناغم، وكثافة لغوية موحية، إلى جانب تركيز العبارة، وإيجازها، وكثافة المعنى فيها.
من أجواء هذا الديوان، قول غدير حدادين:
«يحدث وأنا أعبر باب القصيدة إليك
أن يضيع اسمي ويتيه ندائي
يحدث وأنا أدخل باب الوجد
أن ألتقي همسك بانتظاري
يسميني من جديد»
***

جريدة ” الغد ” الأردنية :
كتبت الاعلامية عزيزة علي في جريدة الغد الأردنية مقالة حول الديوان والشاعرة والفنانة التشكيلية تحت عنوان :
غدير حدادين: ” الشعر الأنثوي للمرأة بوح مهيب وسكوت اختياري “.
في تصريح لـ “الغد” تقول حدادين عن دلالة العنوان عندها، إنه ذهاب نحو الاستدارة البداية ذاتها النهاية في الحب، وهذا يشير إلى حركة الحياة الدائرية، فكل بداية نهاية ولكل نهاية بداية وهكذا.
وحول بروز ثيمة الأنثى في هذا الديوان تبين حدادين أن أبرز سمات الشعر الانثوي هي التمرد والثورة، لأنه للمرأة بوح مهيب، وسكوت اختياري، وربما سجنت نفسها داخل ملكوت وحدتها حيث تبوح بما لم تستطع البوح به في وجوه مجتمع قاس، مازال يرنو إلى المرأة نظرة دونية، ومكانة هامشية. وترى حدادين أن الشعر كان متنفسا للمرأة، ورئة أخرى يستنشقن من خلالها هواء نقيا، ففي الشعر قدرة عظيمة على استيعاب تمردها وثورتها. إن الخيال الذي يمنحه الشعر للشعراء والشواعر قادر على استبطان تلك النفوس، وإخراج ما بها من در مكنون، ولآلئ دفينة.

وتابعت الإعلامية عزيزة علي مقالتها وقالت :
حدادين فنانة تشكيلية ترى أن اللوحة والقصيدة تختلف عن أدوات ووسائل وسبل التعبير بلا شك، لكن فيهما من الخيال وآفاق الإبداع اللانهائية، في اللوحة صورة نجد أيضا في القصيدة “صورة شعرية”، والشاعر حين يشكل صوّره في نصه الشعري يقترب من عمل الفنان حيث البناء والتراكيب والإخراج المتقن والصياغة الإبداعية، وإضافة فضاءات واسعة تجنح مع الخيال ويربطهما كليهما الروح المبدع في تجلياته وإيقاعه وموسيقاه.
وتبين حدادين أن العلاقة العميقة بين أعمالها الفنية وقصيدتها الشعرية التي تحمل اللغة والبلاغة والمعنى والبراعة في الوصف والموسيقا، وهو بحد ذاته تشكيل إبداعي كما لوحتها التي تحمل اللون والظل والنور والفكرة والتناغم بين التونات والتوليفات، وكل هذا أشبه ببناء القصيدة، عدا أنهما تربطهما معاً العلاقة الحسية والوجدانية والتعبير عن الانفعالات الداخلية وخلق الصورة التعبيرية أكان بالكلمة أم باللون، فكما قيل: “الشعر رسم ناطق والرسم شعر صامت!”.
وترى حدادين أن الخيبات التي تبرز في الديوان أنها عندما يكون هناك أشياء حولنا تحرضنا على الكتابة، يعني أن هناك شيئا يتحرك في الداخل ويريد الخروج الى السطح ليشاركنا به الآخرون، مبينة أنها لا شيء يحرضنا على الكتابة مثل الوجع والخذلان والخيبات. لأن هذا القاهر يجبرنا بالتحليق على مساحة الأبيض بحبر الألم والوجع والخيبات، هو يكسر قيود الصمت ويبدأ بضخ الحنين لتصوير الوجع الساكن أوردتنا إلى كلمات.
وتعتبر أن الوجع والألم الإنساني والخيبات هي القادرة بدرجة كبيرة على صناعة اللحظة الإبداعية، أو هي المحفز الرئيس لها، وهو المحور الذي تولد في حضنه لحظات الإبداع، ولكنها ليست الوحيدة، أو ليست الحاسمة والمستبدة، فقد تكون الغصة أكبر من الحلق، والدمعة أوسع من العين، ومن هنا تتأجل لحظات الإبداع الشفهي، ويعيش المبدع داخل وجعه إلى أن يُتيح له الوجع الخارجي رؤية الوجع الداخلي.
وتقول حدادين عن بداياتها مع الفن والشعر: لكلٌّ منّا تجربته الخاصة، وموضوعي ورسالتي في الكتابة والشعر والفن “الإنسان وقضاياه”، والفنان هو صوت الضمير الحي المستقل الذي يحيا بصدق الروح، بهذا المعنى أكتب وأرسم للحب والخير والجمال، للوطن وعشقه في المعاني والقيم، التي هي ثلاثية الضوء الأسمى في كتاباتي ولوحاتي.
وتشير حدادين الى أنها حاولت أن تعبر من خلالها عن رؤيتها بكل ما لديها من طاقة فنية لونية ولغوية أدبية. كانت طفولتي مليئة بالألوان والموسيقى والمسرح والغناء والشعر، التي كانت ادواتي في التعبير عن نفسي، وحين كبرت شعرت بالرغبة في أن يكون تعبيري عن آرائي ومواقفي يتسامى إلى موقع الكلمة واللون ودورهما في الكون، بل في الوجود والحياة، فبدأت أجهر بصوت الفن بأصابعي، بالريشة، باللون، رسمت كلماتي، كما كتبت موقفي شعراً وأغنية ومقالة! أقول دوماً مَنْ يبدأ بالحب ينتهي به، تماماً كما يبدأ بالوطن وينتهي به.
وتخلص حدادين الى أن الكتابة والرسم من صور الحياة وجزء منها بأشكالها كافة، والحياة بالنسبة لي صراع وجود دائم، حرب ربما أتلذذ بخوضها لأقوم بدوري ضد الكراهية والظلمة والضيق، وليظل الحب هو هذه الحياة تتسع به وتشرق بنوره، وحين أتناول الحب فيما أكتب وأرسم أكون كمن يتناول جرعة روحانية طيبة المذاق، جميلة في أثرها على النفس. فالحب يرتقي بنا إلى ما هو أبعد من عالمنا الصغير، وأعلى من رؤانا، إلى ما هو أنقى وأصفى وأوضح.

وجاء في كلمة للشاعرة على غلاف المجموعة الى مديرية الثقافة -امانة عمان الكبرى، “ان اصدار الكتب الثقافية، التي تقدمها مديرية الثقافة في امانة عمان الكبرى، تندرج في إطار سعيها للمساهمة في تنمية ثقافة مجتمع المدينة، بالشراكة مع المثقفين والكتاب والمبدعين، من خلال تحويل هذه الخدمة الى ما يشبه الصناعة ذات الجودة العالية”.
أمانة عمان :
تتوزع منشورات مديرية الثقافة في أمانة عمان الكبرى على سبعة حقول، هي “الفكر والمجتمع، التربية، والأسرة، والتاريخ والجغرافيا، والفنون، والعلوم، والآداب، والمذكرات الوطنية”، وتتخذ من أغلفة جميع المنشورات اطارا خارجيا موحدا، فيما يختص كل واحد من حقول النشر السبعة، بلون محدد لأغلفته، من ألوان شعار أمانة عمان السبعة، التي ترمز الى الجبال السبعة التاريخية التي قامت عليها مدينة عمان.
وتعد مديرية الثقافة في أمانة عمان الكبرى، جهة ناشرة معتمدة، حيث إنها عضو في اتحاد الناشرين الأردنيين، وعضو في اتحاد الناشرين العرب، وتسعى باستمرار الى اختيار منشوراتها على أساس تلبية احتياجات مجتمع مدينة عمان في القراءة والمعرفة والمساهمة في الارتقاء المطرد بحركة النشر والتأليف في الأردن والعالم العربي.
نبذة ذاتية عن حياة الشاعرة :
ويذكر أن غدير حدادين شاعرة وفنانة تشكيلية وناشطة اجتماعية أردنية، حصلت على شهادة البكالوريوس في التربية الرياضية من جامعة اليرموك؛ وشهادة الماجستير في التخصص نفسه من الجامعة الأردنية، وهي رئيسة جمعية “لوّنها بالأمل”، الموجهة للطفل المصاب بالسرطان وأطفال أصحاب الهمم وكبار السن عن طريق الرسم.
وهي عضو رابطة الكتاب الأردنيين، عضو اتحاد الكتاب والأدباء العرب، عضو اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، عضو رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، عضو في الهيئة الثقافية لمجلة “المنافذ” العلمية المحكمة الصادرة من بيروت، وأقامت أربع معارض فنية شخصية، ولها مشاركات جماعية محلياً وعربياً ودولياً
